السوسنة
الإثمد نوع من أنواع الكحل وأجودها وهوحَجَر أسود يميل إلى الحُمرة، يدق ويُصنع منه كُحلاً للعينين، وله الكثير من الفوائد، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (عَلَيْكُم بِالإِثْمِد فَإِنَّهُ مَنْبَتَةٌ للشَّعْرِ ، مَذْهَبَةٌ للقَذَى ، مَصْفَاةٌ لِلْبَصَرِ).
وفي الحديث عن الاثمد، تسأل احدى السيدات: أعاني من ضعف البصر، وقد سمعت بحديث: إن الإثمد يجلو البصر، وينبت الشعر. ولكن لا أجد الإثمد الأصلي، والأسواق مليئة بالمنتجات المغشوشة.فهل إذا اكتحلت بالمغشوش يحصل لي ما في الحديث أم لا؟
الاجابة:
"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت في الحديث عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وَإِنَّ مِنْ خَيْرِ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدَ إِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ»، وصححه الحاكم، وقال ابن كثير: جيد الإسناد.
ولم نعثر بعد البحث في كتب أهل العلم على نص في إفادة الإثمد المغشوش وعدمه، ولكنا نرجو حصول النفع بما فيه نسبة من الإثمد معتبرة، ولا سيما إن كان المخلوط به كحلا آخر طبيعيا.
لأن الحديث وصف الإثمد بالخيرية والأفضلية، فتبقى الأكحال الطبيعية الأخرى في مرتبة دونه.
وقد ورد في حديث آخر ما يفيد منفعة الكحل غير مقيد بكونه إثمدا.
فقد قال المناوي في فيض القدير عند الكلام على حديث علي: عليكم بالإثمد؛ فإنه منبتة للشعر، مذهبة للقذى، مصفاة للبصر.
قال رحمه الله: ويوافق هذا ما رواه الضحاك في كتاب الشمائل له عن علي مرفوعا: أمرني جبريل بالكحل، وأنبأني أن فيه عشر خصال: يجلو البصر، ويذهب الهم، ويلحس البلغم، ويحسن الوجه، ويشد الأضراس، ويذهب النسيان، ويذكي الفؤاد. عليكم بالكحل فإنه سنة من سنتي وسنة الأنبياء قبلي.
قال الهيثمي: فيه عون بن محمد بن الحنفية ذكره ابن أبي حاتم، وروى عنه جمع ولم يوثقه أحد، وبقية رجاله ثقات.
وقال الهيثمي بعد عزوه للطبراني: إسناده حسن، قال الزين العراقي في شرح الترمذي: إسناده جيد. وقال ابن حجر في الفتح: سنده حسن وعن ابن عمر نحوه عند الترمذي في الشمائل. اهـ.
فظاهر هذه الرواية التي ذكر المناوي حصول النفع بالكحل ولو لم يكن إثمدا.
والله أعلم"
"إسلام ويب"