السوسنة
لم يكن النبي، صلى الله عليه وسلم، ليعيب طعاما طيّبًا قدّم إليه قط؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: «مَا عَابَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ»متفق عليه.
وهناك بعض الأطعمة التي لم يحرمها النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه عافها، فما هي وما وسبب ذلك؟
لحم الضبّ؛ وسبب ذلك: أنه لم يكن بأرض قومه – صلى الله عليه وسلم –؛ فعَنْ خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ -رضي الله عنه-، قَالَ: "أُتِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِضَبٍّ مَشْوِيٍّ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ لِيَأْكُلَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ ضَبٌّ، فَأَمْسَكَ يَدَهُ، فَقَالَ خَالِدٌ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: «لاَ، وَلَكِنَّهُ لاَ يَكُونُ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ» فَأَكَلَ خَالِدٌ وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْظُرُ " [متفق عليه؛ البخاري برقم/ 5391، ومسلم برقم/ 1945].
وصحّ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – كراهيّته لأكل الثوم؛ وذلك لأجل ريحه؛ فعَنْ أَبِي أَيُّوب: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا بَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: فَأُتِيَ يَوْمًا بِقَصْعَةٍ فِيهَا ثُومٌ، فَبَعَثَ بِهَا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: " لَا وَلَكِنِّي أَكْرَهُ رِيحَهُ " قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا تَكْرَهُ [ أخرجه أحمد في مسنده برقم/ 23535].
وعن أَنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: لمْ يأْكُل النَّبِيُّ ﷺ عَلَى خِوَانٍ حَتَّى مَات، وَمَا أَكَلَ خُبزًا مرَقَّقًا حَتَّى مَاتَ. رواه البخاري.
وفي روايةٍ لَهُ: وَلا رَأَى شَاةَ سَمِيطًا بِعَيْنِهِ قطُّ.
وعن النُّعمانِ بن بشيرٍ رضي اللَّه عنهما قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ ﷺ وَمَا يَجِدُ مِنْ الدَّقَلِ مَا يَمْلأُ بِهِ بَطْنَهُ، رواه مسلم.
الدَّقَلُ: تمْرٌ رَدِيءٌ.