السوسنة
حظيت أشجار النخيل والتمر بقيمة كبيرة في الإسلام، فقد ذُكرت شجرة النخل عدة مرات في القرآن الكريم ضمن نعم الله العظيمة على عباده، قال تعالى (وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ).
وجاء اهتمام الإسلام بالتمر لما له من قيمة غذائية وفوائد لصحة الإنسان، اثبتها العلم الحديث.
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أفطر أحدكم، فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور" (رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح)
كما روى سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: مَن تَصَبَّحَ كُلَّ يَومٍ سَبْعَ تَمَراتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ في ذلكَ اليَومِ سُمٌّ ولا سِحْرٌ."
أثبت العلم أن التمر يحتوي على سكريات طبيعية بسيطة سهلة الهضم والامتصاص وتمد الجسم بالطاقة مباشرة فور تناوله، ويحمي من الاضطرابات المعوية.فالتمر من الأطعمة الغنية بالقيمة الغذائية، لاحتوائها على عدد كبير من الفيتامينات والعناصر الأساسية للحفاظ على الصحة، فهو يعزز صحة الجهاز الهضمي والعصبي وصحة القلب، ويعالج فقر الدم، ويزود الجسم بالطاقة، وهو مضاد للالتهابات ويساعد في ضبط ضغط الدم ومفيد لمرضى السكري ولصحة العظام وصحة الأطفال.
ويحتوي التمر على كمية عالية من الكربوهيدرات والسعرات الحرارية والفيتامينات والبروتينات والمعادن الأساسية، فكيلو واحد من التمر يمد الجسم بما يصل إلى 3000 سعرة حرارية. وهو مفيد للرشاقة وخسارة الوزن ولهذا تدرج العديد من حميات تنزيل الوزن التمر في أنظمتها الغذائية، فعند تناول التمر الغني بالسكريات البسيطة يتم تحفيز الشعور بامتلاء المعدة والشبع، وبالتالي الامتناع عن تناول كميات أكبر من الطعام.
وفي ضوء هذه الفوائد الصحية، نفهم أيضًا أهمية التمر للسيدة بعد الولادة، وقد جاء في سورة مريم:
(فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا) [مريم: 24 - 26]
ويحتوي التمر على مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا، وعلى الكثير من الألياف الغذائية التي تسهل حركة الأمعاء ويخفف الإمساك وعلى مكملات الحديد التي تقي من الأنيميا والبوتاسيوم وفيتامين ب وحمض الفوليك.
"مكتبة قطر الوطنية"