السوسنة
تواجه بريطانيا في السنوات الأخيرة، تصاعدا لحوادث العنصرية والكراهية ضد المسلمين والمهاجرين واللاجئين والأجانب.
وانتشار الإسلاموفوبيا تتزايد مع تزايد التوترات العرقية، واستثمار السياسيين والإعلام لهذا الوضع لتعزيز أجنداتهم.
أثارت هذه العنصرية قلقا واسعا بخصوص الدوافع الكامنة وراء ذلك، كما استدعى ضرورة فهم العوامل المختلفة التي تساهم في استمرار هذه الظاهرة، والوقوف عند الأسباب الحقيقية.
وقد رصدت تقارير عديدة تصاعد حدتها بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، إذ واجه المسلمون في بريطانيا تمييزا واسع النطاق؛ حيث جرى تصويرهم من قبل اليمين المتشدد باعتبارهم تهديدا للأمن القومي.
وخلال العقود الأخيرة، اتخذت ظاهرة الإسلاموفوبيا أبعادا جديدة؛ حيث أصبحت مشاعر العداء للإسلام والمسلمين مرتبطة بالنقاشات حول الهوية الوطنية والهجرة.
وقد لعبت وسائل الإعلام البريطانية دورا محوريا في تعزيز الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، من خلال تسليط الضوء بقوة على الجرائم التي يرتكبها مسلمون أو مهاجرون، وجرى التركيز على تصوير المسلمين أنهم "الآخر" الذي يجب الخوف منه.
استغل سياسيون وشخصيات بارزة من التيار اليميني حوادث عنف معزولة لتبرير حملاتهم ضد الهجرة، وهو ما ساهم في زيادة العداء ضد المسلمين
وإلى جانب ذلك، فقد لعب الإعلام الاجتماعي دورا خطيرا في تزكية نيران موجات العنف الأخيرة؛ وذلك بتداول أخبار مكذوبة ومضللة تربط بين المسلمين وأعمال العنف.
"عربي 21"