هل حديث: من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً يشمل الدروس عن بعد

السوسنة

طلب العلم من أفضل الأعمال والقربات إلى الله تعالى، ومن أسباب الفوز بالجنة والكرامة لمن عمل به، وهو أساس تقدم الحضارات والدول وازدهارها، قالﷺ :"من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة".

ومع التطور العلمي والتكنولوجي صار الكثير من الأشخاص والمؤسسات التعليمية تلجأ للدراسة عن بعد.

فالسؤال الذي يطرحه البعض، هل يشمل حديث: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة» من يتابع الدروس عن بُعد؟.

أجاب العالم السعودي الشيخ سعد الخثلان، أستاذ الفقه بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود، ليوضح الرأي الشرعي في تلك المسألة.

أوضح الداعية السعودي أن هذا الحديث حديث عظيم، يُبيّن فيه النبي ﷺ أن طلب العلم من أسباب التيسير لليسرى، ومن أسباب دخول الجنة.

ولفت الخثلان، في رده عبر حسابه بمنصة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقا) إلى أن كلمة: «طريقًا» في الحديث نكرة، فتشمل كل طريق يلتمس فيه الإنسان علمًا، وهذا يشمل الطريق الحسي، مثل: الرحلة في طلب العلم، ومثل: أن يأتي الإنسان من بيته إلى مكان العلم، فهذا سلوك لطريق حسي. وأيضًا يشمل هذا الحديث الطريق المعنوي، وهو: أن يأخذ العلم عن العلماء، ومن بطون الكتب، وبالحفظ والمدارسة والمراجعة، فهذا كله داخل في سلوك الطريق لطلب العلم.

وأضاف أستاذ الفقه والشريعة أنه يدخل في سلوك الطريق الذي يلتمس فيه علمًا: متابعة الدروس عن بُعد عبر وسائل التقنية الحديثة، ولذلك يا أخي الكريم، يا من تتابع الدروس، احرص على استحضار نية طلب العلم، وأنك تسلك بهذه المتابعة طريقًا تلتمس به علمًا؛ واجعل هذا الحديث حاضرًا في ذهنك عندما تتابع أي درس؛ رجاء أن يُسهل الله تعالى لك به طريقًا إلى الجنة.