كيف علمنا النبي ﷺ آداب الطعام

السوسنة

جاء الإسلام بكل خير للبشرية، ودعا إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، في كل جوانب الحياة.

وفيما يتعلق بالطعام والشراب، هناك الكثير من الاحاديث النبوية التي جاء فيها بيان آداب الطعام، أكلًا وشربًا وبدءًا ونهايةً، ومن ذلك: التسمية عند الطعام بدءًا، والحمد عند النهاية.

ومن الاحاديث التي أوضحت آداب الطعام والشراب:

عن عُمَرَ بنِ أَبي سلَمَة رضي اللَّه عنهما قَالَ: قَالَ لي رسولُ اللَّه ﷺ: سَمِّ اللَّه، وكُلْ بِيَمِينكَ، وكُلْ مِمَّا يَلِيكَ متفقٌ عَلَيهِ.

 وعن عَائشة رضي اللَّه عنها قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: إِذَا أكَلَ أَحَدُكُمْ فَليَذْكُر اسْمَ اللَّه تَعَالَى، فإنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّه تَعَالَى في أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّه أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ رواه أَبُو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

 وعن حُذَيْفَةَ  قَالَ: كنَّا إِذا حضَرْنَا مَعَ رسولِ اللَّه ﷺ طَعَامًا لَم نَضَعْ أَيدِينَا حتَّى يَبْدأَ رسولُ اللَّه ﷺ فَيَضَع يدَه، وَإِنَّا حَضَرْنَا معهُ مَرَّةً طَعامًا، فجاءَت جارِيَةٌ كأَنَّهَا تُدْفَعُ، فَذَهَبتْ لتَضعَ يَدهَا في الطَّعامِ فَأَخَذَ رسولُ اللَّه ﷺ بِيَدِهَا، ثُمَّ جَاءَ أَعْرابِيٌّ كأَنَّمَا يُدْفَعُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: إِنَّ الشَّيْطانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعامَ أَنْ لا يُذْكَرَ اسمُ اللَّه تَعَالى عَلَيْهِ، وإِنَّهُ جاءَ بهذهِ الجارِيةِ لِيَسْتَحِلَّ بِها، فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا، فَجَاءَ بهذا الأَعْرَابِيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ، فَأَخَذْتُ بِيدِهِ، والَّذِي نَفسي بِيَدِهِ، إِنَّ يدَهُ في يَدي مَعَ يَدَيْهِما، ثُمَّ ذَكَرَ اسم اللَّهِ وأَكَل. رواه مسلم.

وفي حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي كان يأمر بالتسمية عند الطعام -عند بدء الطعام- كل ذلك مما يحفظ به الطعام من ..... الشيطان، ويتأدب به مع الله  في البداءة باسمه، الذي مَنَّ بالطعام وتفضَّل به.

قال أبو هريرة: "ما عاب النبيُّ ﷺ طعامًا قط"، ما يقول: هذا مالح، أو هذا حامض، إن ناسبه أكل منه، وإن لم يُناسبه تركه، ولم يجرح شعور أهل الطعام، بل يسكت ويتركه إذا لم يُناسبه، هذا يدل على .....، وأنه يُستحب له ألا يعيبه، وهذا محمول على أنه إذا كان في نفسه، أما إذا كان للضيوف فينبغي له أن يُوصي الطباخين بالعناية بالطعام والإحسان فيه؛ حتى لا يكون فيه عيب، وإذا رأى فيه عيبًا أوصى لهم بالمستقبل أن يُلاحظوا؛ لئلا يضروه في أضيافه، بل يتسامح في حقِّ نفسه ويأكله، لكن الإنسان قد يُبتلى بالضيوف، فينبغي أن يُوصي مَن قربه بالطعام، بالعناية به ..... وألا يتساهل في ذلك.