السوسنة
الدعاء هو سؤال العبد لربه، وأكثر العبادات التي يحبها الله خالصة لوجهه تعالى.
والعبد يدعو الله في كل الأحوال والظروف، في السراء والضراء ولا يوجد للدعاء مكان ووقت معين.
ومن جانبه، قال الداعية الشيخ محمد أبو بكر، على العبد أن يجاهد نفسه في الدنيا لكي يرزقه الله سلامة الصدر حتى يصل إلى مرحلة الأولياء الأتقياء الأنقياء الأصفياء الأذكياء، الذين لو أقسم أحدهم على الله لأبره، أي لو قال يا رب أقسم عليك ان تفعل لي هذا لفعله الله-سبحانه وتعالى-له، وهذا لأنه يكون سليم الصدر.
وضرب الداعية الإسلامي المثل على نفسه قائلًا: انا عندي السكر ولكن هذا لم يموت ولا الكبد ولا الكلى ولا الضغط ولا القلب كل هذا لا يموتوا، ولكن الذي يموت هي أمراض القلوب، وليس أمراض الأبدان.
وأضاف أبو بكر، أن ربنا- سبحانه جعل- النجاة يوم القيامة ليست في مال ولا بنون ولكن في ألقاب السليم، مستشهدا في ذلك بقول الله- تعالى- في سورة الشعراء "يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ".
وأشار الداعية إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعملون قليلًا من العمل ويؤجرون كثيرًا، لأن أحد الصالحين قال إنه لسلامة صدورهم، مؤكدًا أن أسهل طريق لدخول الجنة هو سلامة صدر العبد، الخالي من الغل والحسد، مستشهدا في ذلك بحديث ورد عن عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله ﷺ: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب، صدوق اللسان قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل، ولا حسد".. رواه ابن ماجه.
وأوضح الداعية أوصاف الأشخاص الذين يستجاب دعاؤهم فورًا، وهم الذين تم ذكرهم في القرآن الكريم، في سورة الحشر "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ".