بيان هام بشأن دمج الديانات السماوية بدين واحد

السوسنة - بعد انتشار الدعوات المتكررة لدمج الديانات السماوية الثلاث، تحت مسمى الديانة الإبراهيمية، أصدرت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في مصر، بيانا رسميا أمس السبت، أكدت فيه أن اختلاف الناس في دينهم ومعتقداتهم، سنة كونية وفطرة طبيعية، لا تفسد الحياة المشتركة.

وقالت الأمانة العامة، في بيانها، أن هناك دعوات كثيرة لدمج الديانات السماوية الثلاث "الإسلام والمسيحية واليهودية"، من خلال بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد، بحجة ان ذلك سيكون مدخلا سريعا للتعاون الإنساني والقضاء على الصراعات بينها، الا ان ذلك يعتبر خطرا على الدين والدنيا معا، فلو شاء الله أن يخلقهم على شاكلة واحدة، وعقيدة واحدة لخلقهم على هذا النحو، لكنه سبحانه وتعالى جعل الإختلاف أساسًا لحريتهم في اختيار عقيدتهم.

وتابع الأزهر، ان حرية اختيار المعتقد، لا تقف حاجزا أمام التواصل الإنساني بين أتباع الديانات الأخرى، والتعاون معهم على البر والتقوى، والتعامل معهم باحترام متبادل لأنهم أهل كتب سماوية، مع الحفاظ على عدم الخلط بين احترام عقائد الآخرين والإيمان بها، لأن في ذلك افساد الأديان وتعدي على حرية المعتقد، والتكامل الإنساني بينها.

وأوضحت الأمانة العامة، ان هذه الدعوات حول دمج الديانات بـ "الدين الإبراهيمي"، ليست دعوات جديدة، بل سبق أن أثيرت من قبل، ولكن الأزهر الشريف حسم أمرها وبيَّن خطورتها، لعدم اتفاقها مع أصول أي دين من الأديان السماوية، ولا مع طبيعة الخلق وفطرتهم، وتخالف ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وما اتفق عليه إجماع علماء هذه الأديان.

وأكد الأزهر الشريف انه يرفض مثل هذه الدعاوى، وهذا الرفض لا يتعارض مع التعاون والتعايش بين الأديان، وطالبت أصحاب هذه الدعوات بالبحث عن طريق آخر يحققون به أجنداتهم ومصالحهم، وعدم الخوض بقدسية الأديان السماوية، وحرية الاختيار المرتبطة بها.

وأشار البيان أن الأزهر الشريف، منفتح على المؤسسات الدينية، بغاية البحث عن المشتركات الإنسانية بين الأديان السماوية للتعاون معها لمعالجة أزماتها المعاصرة، ونزاعاتها المتناحرة.

إقرأ أيضا: 





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة