من هي الزوجة الناشز وهل يحق للزوج ضربها؟

السوسنة - جعل الله تعالى الزواج، قائم على المودة والرحمة والمحبة، وجعل علاقتهما تقوم على المشاركة والتفاهم، وحدد حقوق وواجبات كل منهما، قال تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) سورة الروم.

ومن واجبات الزوج: إكرام زوجته واحترامها ومراعاة مشاعرها وظروفها، وتوفير كل ما تحتاجه زوجته وأولاده بقدر امكانياته، وتأمين المسكن والمأكل والمشرب لهم.

وفي المقابل على الزوجة واجبات، ان تحفظ نفسها وعرضها، واحترام الزوج وعدم الإساءة له، ومراعاة ظروفه النفسية والمادية، والا تكلفه بما هو أكبر من قدراته، وتأمين احتياجاته من مأكل ومشرب وفي الفراش، وعدم الخروج عن طاعته التي لا تتعارض مع طاعة الله.

وإن خرجت الزوجة عن طاعة زوجها، ولم تؤمن له احتياجاته، تسمى الزوجة الناشز، فما معنى الزوجة الناشز في الشرع، وكيف يتم التعامل معها؟

- المرأة الناشز، هي التي تمتنع عن طاعة زوجها، بما أمر به من المعروف، كخروجها دون إذنه، وهجره بالفراش، وعدم تربيته أولادهما، وعدم تدبير أمور المنزل، وغيرها من حقوق الزوج.

وقد جاء في المغني لابن قدامة: معنى النشوز: "معصيتها لزوجها فيما له عليها، مما أوجبه له النكاح، وأصله من الارتفاع، مأخوذ من النشز، وهو المكان المرتفع، فكأن الناشز ارتفعت عن طاعة زوجها، فسميت ناشزاً".

طريقة تعامل الزوج مع الزوجة الناشز

- على الزوج وعظ زوجته بالحسنى وتقديم النصيحة لها بالتراجع عما تفعله من نشوز بحقه، وتذكيرها بالآيات القرآنية الأحاديث التي تحث على قيام الزوجة بواجباتها تجاه زوجها وأسرتها.

- وإذا لم تستجب الزوجة لنصائح زوجها، يقوم بهجرها في المضجع، واختلف الفقهاء على مدة هجر الزوجة في الفراش، فمنهم من يرى ان الهجر يجب الا يتجاوز 3 ايام، وبعضهم يرى أن الهجر يكون من شهر إلى 3 أشهر، ومنهم لم يحدد المدة.

- وان لم تستجب الزوجة لوسائل الزوج السابقة، حينها يلجأ إلى ضربها، ضربا غير مبرح ولا مؤلم، والا يضربها على وجهها أو ضربها بالسوط والا يشوه لها وجهها أو جسدها، وان يكتفي بضربها بمنديل أو بالسواك بهدف التأديب.

- والزوجة الناشز لا تستحق على زوجها سكنى، ولا نفقة ما لم تكن حاملا، ولا مانع من إخراجها من البيت، إرغم ان ذلك ليس من وسائل الهجر المذكور في قوله تعالى: وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ {النساء:34}. وإنما مأخذ الجواز هنا هو سقوط حقها في السكنى.