حكم تزوير تقرير طبي للحصول على مصدر رزق

السوسنة - تشترط بعض الوظائف على المتقدمين للعمل، تقديم تقرير طبي يثبت خلوهم من الأمراض، وخاصة إذا كانت الوظيفة تتطلب جهد بدني، وتحتاج ان يكون الموظف سليما من أي مرض أو إصابة تمنعه من اداء مهامه.
وأحيانا يقوم المتقدم للعمل، بتزوير فحص طبي يثبت خلوه من الأمراض، بهدف الحصول على الوظيفة، أما لإصابته بمرض يريد أخفائه، او انه تكاسل من إجراء الفحوصات.

وفي هذا السياق، طرحت احدى الفتيات سؤالا حول الحكم الشرعي لتقديم فحص طبي مزور للوظيفة التي حصلت عليها، بسبب اصابتها بفيروس الكبد الوبائي، الذي سيكون عائقاً في حصولها على العمل.

وبدورها أجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي عن هذا السؤال، موضحة حكم تقديم تقرير طبي مزور لأجل الحصول على وظيفة ومصدر رزق، وتاليا نص الإجابة:

"الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

أمرنا الله عز وجل بالصدق وتحريه؛ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة / 119.
ومن الصدق تقديم الفحص الطبي المعتمد والمبين فيه الحالة المرضية؛ كونك حاملاً لفيروس الكبد الوبائي.

وأما القيام بإحضار فحص طبي كاذب، فإنه يُعَدُّ من الكذب والغش والتزوير الذي حرمه الله تعالى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟) ثَلاَثاً، قالوا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: (الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ -وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ- ألا وَقَوْلُ الزُّورِ) فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ. رواه البخاري.

وما عُرض عليك يُعدُّ تزويرًا للحقيقة؛ لا يجوز فعله ولا الإعانة عليه، لقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة / 2.

وعليه فإننا ننصح السائل بتحري الصدق؛ لما له من الأجر العظيم عند الله عز وجل، وأنه من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه. والله تعالى أعلم".

إقرأ أيضا: