ما العلاقة بين الآية "ويعلم ما في الأرحام" وبين معرفة نوع الجنين قبل الولادة

السوسنة - كيف يوفق المسلم بين قوله تعالى: (ويعلم ما في الأرحام) وبين معرفة نوع الجنين قبل الولادة، وهل اكتشاف نوع الجنين من الشهر الثالث أو الرابع بالحمل له علاقة بالآية الكريمة؟

نشرت داء الإفتاء توضيحا لهذه الأسئلة عبر موقعها الرسمي، وتاليا نص الإجابة:

"هناك فرق في اللغة بين (من) و(ما) فمَنْ للعاقل، وما لغير العاقل: والله سبحانه وتعالى تحدَّى أن يُعلم ما في الأرحام، وهذا كما يشمل كونه ذكرًا أو أنثى يشمل كونه شقيًا أم سعيدًا، غنيًا أو فقيرًا، صالحًا أم فاسقًا، وأشياء أخرى كثيرة لا يُحيط بها إلا الله عز وجل.

الله تعالى يعلم بدون واسطة، أما البشر فيعلمون بالواسطة، فلو علم أحد الناس بواسطة الهاتف أنه قد وقع في بلد ما من العالم أمر، فقام وادّعى علم الغيب وأخبر من حوله بالأمر، لا يكون في ذلك قد علم الغيب لأنه عُلم بالواسطة.

 العلم بوقوع شيء يكون على درجات، فقد يكون تخيّلًا أو توهمًا أو شكًّا أو ظنًا أو غلبة ظن أو علمًا كامًلا، والله سبحانه وتعالى يعلم الأشياء علمًا كاملًا لا مجال للخطأ فيه إطلاقًا، أما علم البشر فلا بدّ أن يشوبه شيء من الخطأ.

فاكتشاف جنس الجنين بواسطة الأشعّة ليس من علم الغيب؛ لأنه بواسطة، فهو كما لو شقّ البطن وعرف ماذا في الرحم، وهذا السؤال يدلُّ على غرور الإنسان بعلومه وقد قال الله تعالى: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) الإسراء/ 85 والعلماء الراسخون كلّما اكتشفوا شيئاً تيقَّنوا أنّ ما يجهلون أكثر بكثير مما يعلمون.





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة