ما علاقة اكتساء جبال السعودية بالخضرة بعلامات الساعة؟

السوسنة - أجاب محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، في تصريح خاص لموقع "مصراوي"، عن السؤال المطروح باستمرار حول علاقة اكتساء جبال السعودية بالخضرة في فصل الشتاء، بحديث النبي وعلامات الساعة.

وأكد الأزهري، ان هذه الظاهرة تحدث سنويًا بسبب كثرة الأمطار، وليست بالضرورة من علامات الساعة، لكن البعض روج لذلك وصدر الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه بلفظ: "حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب وهو ابن عبدالرحمن القارئ عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن سيدنا رسول الله صلَّىٰ الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتَّىٰ يكثر المال ويفيض حتَّىٰ يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدًا يقبلها منه، وحتَّىٰ تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا". والمروج هي الجنات والبساتين الخضراء.

وأشار عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، إلى أن هذا المشهد تكرر في سنة ٢٠١٦ م، و ٢٠١٨ م، مستشهدا بتصريح الجيولوجي الأمريكي هال ماكلور حول البحيرات التي كانت تغطي المنطقة الصحراوية خلال العصور الجليدية، حيث ظهرت مرتين، "الأولى قبل 37000 إلى 17000 سنة والثانية بين 10000 إلى 5000 سنة".

يقول هال ماكلور في هذا المجال "عودة البحيرات إلى صحراء شبه الجزيرة العربية...فقد تلاحظ في يوليو 1977م سقوط أمطار شديدة شبه موسمية على امتداد ثلاثة أسابيع في شمال الربع الخالي، وإذا تكرر هذا الأمر وبقوة كافية لتكوين بحيرات، فقد يكون ذلك مؤشرًا عَلَىٰ عودة الأمطار الموسمية إلى الربع الخالي ومعها انقلاب المناخ"، مما يعني أن الأمطار تسقط كل مدة عَلَىٰ السعودية.

وعَلَىٰ فرض ان هذه الأمطار علامة من علامات الساعة، فينبغي أن نبادر بالأعمال الصالحة، ونفع غيرنا، والإخلاص في عملنا، استعدادًا للقاء الله، وكما في الحديث الصحيح من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل.

وقال الإمام القرطبي رحمه الله: "وتنصرف دواعي العرب أي آخر الزمان عن مقتضىٰ عادتهم من انتجاع الغيث والارتحال عن المواطن للحروب والغارات، ومن عزة النفوس العربية الكريمة الأبية إلىٰ أن يتقاعدوا عن ذلك، فيشتغلوا بغراسة الأرض وعمارتها وإجراء مياهها، كما قد شوهد في كثير من بلادهم وأحوالهم".