السوسنة - يقول الداعية الإسلامي المصري د. عمر عبدالكافي، في برنامج (أيام الله)، إن الآباء والأمهات يدللون أبناءهم حتى قتلوا فيهم تحمل المسؤولية وحبها.
ويضيف، أن المولود يولد على الفطرة، وأبواه عليهما التوجيه، ولا يوجد ولد يخرج من بطن أمه عدوانيًا، وإذا كان عدوانيًا يجب أن يضبط الأب والأم سلوكاته، عبر التربية بالسلوك، ولا يلقون به في المدرسة على أساس أن المدرسة قادرة على إصلاح كل شيء".
وأشار إلى أن هناك أربعة أعمدة تقوم عليها النفس الإنسانية وهي الإيمان والسلوك وقضية الابتلاء وقضية المسؤولية، موضحا أنه "إذا بيننا للولد من الصغر، فإن الإيمان يعطي قوة الشخصية مثل أسامة بن زيد الذي قاد جيشًا وعمره 17 عامًا وتحت يديه أبو بكر الصديق 61 عامًا وعمر 51 عاًما في أمة تقدر معنى السن، فأبو بكر هو الخليفة ورئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة بكل هذه المواصفات ويستأذن أسامة لأنه قائد الجيش وعمر جندي في هذا الجيش".
توازن إيماني نفسي
وقال إن "هؤلاء لم يكن لديهم ما يسمى بسن المراهقة والطيش بل كان لديهم التوازن النفسي الإيماني الذي يستمد قوته من الله، وكان على مر التاريخ شباب مثل القاسم فاتح الهند والسند كان عنده 16 عامًا".
وأضاف "للأسف دللنا الأولاد حتى قتلنا فيهم حب المسؤولية وتحمل المسؤولية ونحن دائمًا إذا جلس معنا أطفالنا وجاء الضيوف منعناهم من التحدث والكلام، فمتى يتكلمون؟”.
وعاب عبد الكافي على الآباء الاهتمام بالتطعيمات والحضانة المتميزة والمدرسة المتميزة وتعلم اللغات، مع إهمال مساحة الدين والسلوك والإعداد ودراسة التاريخ.
وقال إن "الإيمان في تربية السلوك خطير لذا يجب أن يفهم الولد من صغره معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومعنى التوكل لا التواكل، ومعنى صدق النية، ومعنى عدم التعالم وعدم المماراة، هذه سلوكيات يورثها الآباء والأمهات للأولاد".
واختتم عبد الكافي حديثه بقوله إن "كثيرا من الآباء والأمهات هم الذين يعقون أولادهم بتركهم لرفقة السوء ونفي المسؤولية عن الأولاد".