تصاعد سجال سد النهضة بين المؤسستين الدينيتين بمصر وإثيوبيا

السوسنة - تصاعد السجال بين الطرفين المصري والإثيوبي بوصوله إلى المؤسسات الدينية في البلدين، حيث بدأت كل منهما مساندة سلطة بلادها مع تعقد أزمة سد النهضة الإثيوبي والفشل المتكرر للمفاوضات بين القاهرة وأديس أبابا. 
وتعالت وتيرة السجال بانتقاد الشيخ عباس شومان، عضو لجنة الفتوى الرئيسية بالأزهر، تصريحات الحاج عمر إدريس، رئيس المجلس الأعلى الفدرالي الإسلامي في إثيوبيا.
فإثر تحدث الحاج إدريس عن إثيوبيا بوصفها أرض النجاشي العادل، قال شومان إن "أديس أبابا تسير على خطى أبرهة الحبشي الذي حاول هدم الكعبة المشرفة".
يأتي ذلك بعد بيان أصدره شيخ الأزهر أحمد الطيب، الثلاثاء الماضي، دعا فيه المجتمع الدولي والأفريقي والعربي والإسلامي لتحمل مسؤولياتهم والتكاتف ومساندة مصر والسودان في الحفاظ على حقوقهما المائية في نهر النيل، والتصدي لادعاء البعض ملكية النهر، والاستبداد بالتصرف فيه بما يضر بحياة شعوب البلدين.
وأعرب الطيب عن تقديره للجهود الدبلوماسية المصرية والسودانية، والتحلي بلغة المفاوضات الجادة، والسعي الحثيث لإيجاد حلول تحفظ للجميع حقوقهم في استثمار الموارد الطبيعية بدون الجور على حقوق الآخر بأي شكل من الأشكال.
كما أكد على أن التمادي في الاستهانة بحقوق الآخر -لا سيما الحقوق الأساسية مثل الماء- هو أمر منهي عنه شرعا، فضلا عن كونه مخالفا للأخلاق والأعراف والقوانين الدولية والمحلية، ولو فُتح هذا الباب فسوف تكون له عواقب وخيمة على السلام العالمي، فبعض الأنهار يمر بأكثر من 5 دول، فهل يتصور أن تنفرد به أحدها؟
في المقابل، ندد الحاج عمر إدريس، ببيان شيخ الأزهر، معتبرا أنه يفتقر للواقعية، وأن هذا النوع من الدعوات يتعارض مع القيم الإسلامية، ومرفوض تماما من حيث المبادئ الدينية.
وأضاف مفتي إثيوبيا، في تصريحات أدلى بها، الخميس الماضي، لوسائل الإعلام، أن مياه النيل تنبع من إثيوبيا التي لها الحق في الاستفادة من مواردها الطبيعية بدون إلحاق ضرر كبير بدول حوض النيل بشكل عام، وفق وكالة الأنباء الإثيوبية.
وقال إدريس إن إثيوبيا طلبت الاستخدام العادل والمنصف من الموارد الطبيعية، التي تربط جميع دول حوض النيل، معتبرا أنه طلب عادل ولا ترفضه الشريعة ولا القانون، وفق تعبيره.
وتحت عنوان "لعبة آبي أحمد.. لماذا يدعم مسلمو إثيوبيا سد النهضة؟"، أوضح الباحث المصري أن "آبي أحمد" عمل على إفساح المجال للمسلمين كي يعملوا داخل المؤسسات الحكومية، والتودد لرموز ودعاة المسلمين، فضلا عن مشاركتهم مناسباتهم وأعيادهم الدينية، ما ساهم في توظيفه لنخبتهم ورموزهم.
وأشار إلى أن المفتي الحاج عمر إدريس يعد أبرز هذه الوجوه، وذلك نظرا لخطبه وتصريحاته المختلفة، التي تضفي شرعية دينية على مشروع السد.
ووصل السجال بين المؤسسات الدينية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب نشطاء عن رفضهم هجوم الحاج عمر إدريس على شيخ الأزهر، كما تساءلوا عن تأثير هذا التلاسن على قضية سد النهضة.
واستنكر بعض الرواد تصريحات الحاج عمر عن كون إثيوبيا بلد النجاشي، في الوقت الذي قامت به القوات الإثيوبية بقصف مقام الملك العادل النجاشي، أثناء الهجوم على إقليم تيغراي، وفق تعبيرهم.