ماذا تعرف عن الطاغية جنكيز خان؟

السوسنة - جنكيز خان اسم مرادف لكل معاني الوحشية والبربرية والهمجية الدموية والدمار الشامل.
 
ويعتبر جنكيز خان من أطغى طغاة البشرية والذي سفك دماء الملايين أغلبهم من المسلمين، من أجل بناء إمبراطورية ومجد شخصي يهدف لأن يكون هو سيد العالم والزعيم الأوحد للمعمورة كلها،.
 
وقد ولد الطاغية خان واسمه الحقيقي «تيموجين بن بيسوكاي» سنة 550/1155م في بيت قيات من بيوت المغول الصيادين، الذين يعيشون على السلب والصيد، وقد شب تيموجين فارسًا شجاعًا جريئًا مغامرًا طموحًا إلى حد الجنون، أخذ على عاتقه توحيد المغول تحت قيادته، وتمكن من توحيد قبائل المغول في صحراء جوبي في منغوليا وشكل نواة جيش قوي من عشرة آلاف مقاتل من نفس طرازه، استطاع بهم أن يوحد قبائل المغول كلها في شرق وغرب منغوليا، ونظَّم لهم مجلسًا عشائريًا اسمه (القوريلتاي)، وقد تم انتخابه خانًا للمغول أي سلطانًا عليهم سنة 603هـ ـ 1206م ولقبوه بـ «جنكيز خان» أي ملك العالم.
 
ظل جنكيز خان من سنة 603هـ حتى سنة 615هـ يعمل على إخضاع الأجزاء الشرقية من منغوليا، وكذلك الجنوبية، وتمكن من هزيمة إمبراطور الصين الشمالية وملك كوريا وفروع قبائل الأتراك المجاورة له مثل الأويجور والقرغيز والقوريوق، ومد جنكيز خان سلطانه على هذه الأطراف كلها، ولكن تبقى ناحية الغرب أي بلاد الإسلام لم يتحرك ناحيتها حتى سنة 615هـ.
 
لماذا هاجم جنكيز خان بلاد الإسلام؟
 
يذهب كثير من المؤرخين أن حادثة قتل التجار الذين أرسلهم جنكيز خان لشراء متاع له من بلاد ما وراء النهر، حيث مملكة خوارزم شاه الواسعة، هي السبب وراء مهاجمة جنكيز خان لبلاد الإسلام، في حين يذهب البعض إلى أن التحريض النصراني الأوروبي عبر النساء اللاتي امتلأت بيوت قادة المغول ومنهم جنكيز خان نفسه بهن، من أجل وضع العالم الإسلامي بين فكي كماشة من الشمال والشرق، ويذهب البعض الآخر أن طبيعة جنكيزخان التوسعية ورغبته العارمة في تحطيم أي ملك أو زعيم على وجه الأرض ليبقى وحده بلا منازع أو قرين، هي التي دفعته للهجوم على بلاد الإسلام وأن تأخره في الهجوم يرجع لرغبته في تأمين ظهره وترتيب الداخل عنده قبل شن هذه الحرب المسعورة على المسلمين، والقول الأخير هو أقرب الأقوال للصحة حسب اعتقادي فلقد كان جنكيز خان وثنيًا يعبد أرواح الأجداد ولا تهمه مسألة الدين في شيء، بل كان لا يجبر أحدًا على ترك دينه، بل جل همه أن يخضع ملوك الأرض لسلطانه إرضاءً للشهوة العارمة في نفسه نحو سيادة العالم، أما مسألة تحريض نصارى أوروبا فستظهر جليًا فيما بعد في عهد حفيده هولاكو خصوصًا.
 
أما حادثة قتل التجار فهي وإن كانت صحيحة إلا إنها ليست المبرر الذي يصلح لقيام حرب مهولة مثل التي قام بها جنكيز خان على المسلمين؛ لأنها تمت بغير علم خوارزم شاه وبدون مشورته، ولعل الرسالة التي أرسلها جنكيز خان إلى خوارزم شاه ويصفه فيها «بولدنا» مع التهديد بحرب مدمرة هي التي دفعت خوارزم شاه أن يقوم بحرب استباقية ضد المغول كان عاقبتها وخيمة جدًا.
 
شن جنكيز خان حربًا مدمرة على بلاد الإسلام منذ سنة 616هـ حتى وفاته سنة 625هـ، استطاع خلالها تحطيم مدن بخارى وسمرقند وجند نيسابور والطالقان وجرجان وترمذ وبلخ ومرو وغزنة وهراة، ووقع من الفظائع والجرائم الوحشية ما تقشعر له الأبدان ذلك أن أهل هذه البلاد قد أبدوا مقاومة باسلة ضد جحافل المغول، وبعد هذه الحملة البربرية المرعبة عاد جنكيز خان إلى عاصمته في منغوليا حيث قضى نحبه وهلك في 11 رمضان سنة 625هـ ـ 25 أغسطس 1227م، في موضع قريب من بلدة بنج ليان الحالية في سنكيانج أو تركستان الشرقية بالصين.
 
هل المغول والتتار واحد؟
 
يظن كثير من الناس أن المغول والتتار واحد، والحقيقة أن الأمر غير ذلك، فالتتار هم أصل القبائل التركية المتفرعة عنهم جميعًا من مغول وتركمان وسلاجقة، وقد هاجرت قبائل كبيرة منهم ناحية بلاد الإسلام ودخلوا في الإسلام وكان لهم دور عظيم في خدمة الدين والأمة، فالمغول فرع من التتار، والتتار في الأصل شعب بدوي رعوي يسكن في الفيافي وأراضي الإستبس الواسعة الواقعة شمالي منشوريا ومنغوليا والتركستان، فلما وقعت هجرة الأتراك إلى بلاد الإسلام بقي فرع المغول ساكنًا في موطنه الأصلي، ولكن سادتهم الفرقة والاختلاف حتى ظهر جنكيز خان.