ليلة النصف من شعبان من الليالي الخاصة عند المسلمين

السوسنة يحيي الملايين من المسلمين ليلة النصف من شعبان والتي تبدأ مع مغرب يوم الرابع عشر وتنتهي مع فجر يوم الخامس عشر، لما ورد في هذه الليلة من الأحاديث النبوية التي تبيّن فضلها وأهميتها، حيث يحييها المسلمون بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن والدعاء.

وتعتبر ليلة النصف من شعبان ذات أهمية خاصّة في الإسلام، لأنه تم فيها تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة المكرمة بالعام الثاني من الهجرة، على أرجح الآراء، بعد أن كان المسجد الأقصى قبلة المسلمين لمدة ستة عشر شهراً تقريبا.

وكان الناطق الإعلامي لدائرة الإفتاء العام في المملكة الأردنية الهاشمية، الدكتور حسان أبوعرقوب، قد أعلن أن ليلة اليوم الاثنين تصادف ليلة النصف من شعبان، ويستحب إحياءها بالصلاة والذكر والدعاء والاستغفار باتفاق فقهاء المذاهب الأربعة.

وأضاف أبوعرقوب في تصريح، أن جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة ذهبوا إلى استحباب إحياء ليلة النصف من شعبان؛ للحديث النبوي الشريف "يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا لاثنين مشاحن، وقاتل نفس".

وأكد أن أحياء ليلة النصف من شعبان لا يوجد لها صلاة خاصة وإنما يصلي المسلم وحده ما تيسر له، ويسأل الله الحاجات، والحرص على كثرة الدعاء بدفع الوباء.

من جهة أخرى كان الإمام ابن باز قد أجاب على سؤال، هل يجوز الدعاء في نصف شهر شعبان بصوت مرتفع في المساجد وما صحة ذلك؟

وقال: لا، ما يجوز هذا ليلة النصف من شعبان ليس فيها أحاديث صحيحة، كل أحاديثها ما بين موضوع وضعيف، ولهذا ليلة ليس لها خصوصية في قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة، وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو ضعيف، ورد فيها أحاديث ضعيفة لا تصح، فليلة النصف من شعبان لا تخص بشيء هذا هو الصواب.

يشار الى أن شهر شعبان يعتبر من الشهور الفاضلة، وهو كغيره من شهور السنة التي وظيفة المسلم فيها أن يأمر بطاعة الله والاستقامة على شرعه، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).

وكان السلف الصالح يطلقون على شهر شعبان بشهر القُراء لكثرة قراءتهم للقرآن الكريم والانقطاع لذلك؛ فقد أكثروا في هذا الشهر من الطاعات والقربات بأنواعها، وسارعوا فيه إلى سبيل الخيرات التي حثّ عليها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من صلوات وصيام واعتمار بيت الله الحرام وصدقة وإحسان، والأفعال التي فيها النفع للمسلمين من المحتاجين والمعوزين، وبما فيه التقرب لله رب العالمين.