من أسباب نزول آية من سورة آل عمران

السوسنة - سبب نزول قول الله تعالى " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)

الناس الأولى : هم قوم أرسلهم أبو سفيان لتثبيط النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بعد معركة أحد لأنه سمع أنهم يريدون أنهم أن يتبعوا قافلته .

الناس الثانية : قافلة أبو سفيان ومن كان معه من رجال قريش.

حسبنا الله : يعني الله يكفينا ما أهمنا.


ونعم الوكيل : نعم الناصر والمعين لمن  يتوكل عليه من الناس ، كما ذكرها الطبري في تفسيره.

أما عن سبب النزول :
ذكره السعدي في تفسيره :
عندما عاد النبي  - صلى الله عليه وسلم  - مع أصحابه إلى المدينة بعد معركة أحد وفيهم من فيهم من الجراح سمعوا أن أبا سفيان خرج مع قافلة له ، فأراد الرسول  - صلى الله عليه وسلم - أن يعلي شوكة أصحابه فندبهم للخروج إلى حمراء الأسد وهي المنطقة التي كان بها أبو سفيان وقافلته وفي طريقهم لقيهم قوم أوصاهم أبا سفيان بتخويف المسلمين بعدما سمع بلحاقهم له ، فلم يزد هذا المسلمين إلا إيمانًا وتثبيتًا ، وقالو حسبنا الله ونعم الوكيل ، فدب الله الرعب في قلوب المشركين وقفلوا راجعين إلى مكة وعاد المسلمون للمدينة ولم يمسهم أدنى أذى من أبي سفيان أو أحد من رجاله .

ماذا قال العلماء عن فضل دعاء حسبنا الله ونعم الوكيل ؟ وهل هو خاص بأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك الموقف ، أم أن المسلم يدعو به عند خزفه أو حاجته ؟
تحدث الدكتور عمر عبد الكافي عن فضل هذا الدعاء العظيم وأنه عام لجميع المسلمين وليس خاصًا بأصحاب النبي -  صلى الله عليه وسلم  - فقال :

لا يخلو بيت من البيوت إلا وفيه أحد أحاطت به الخطوب ونزلت به الهموم وهذه هي سنة الله في خلقه يبلوهم ليمحص ما في قلوبهم ، فمنهم من كان آمنًا في وطنه ثم هاجر ومنهم من كان على رأس عمله فكاد له من حوله ظلمًا فطرد ، ومن الناس من يخشى بطش أحد أقوى منه فلا يجد أحد في هذه الأحوال أعظم من من قوله : حسبي الله ونعم الوكيل فبها يكفى همه ويتولاه الله تعالى وهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير.

ويقول الشيخ صالح المغامسي :
من أُغلق عليه أمر ولو كان مثل الجبال لا أجد له مثل قوله : حسبي الله ونعم الوكيل في كلمة تهد جبال فكيف بهمك وما استصعب عليك !

ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال :
حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار فكانت بردًا وسلامًا عليه


والشيخ الشعراوي رحمه الله يقول بفضل هذا الدعاء فيقول :
ورد عن جعفر الصادق أنه قال : عجبت لمن خاف ، كيف يغفل عن قول حسبنا الله  نعم الوكيل !

فمن خاف من شي يردد هذا الدعاء فإني سمعت الله تعالى بعقبها يقول : فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء.