حكم الاقتراض من البنوك الربوية وقت الضرورة

السوسنة - الكثير من الناس عندما يضيق بهم الحال يلجؤون الى الإقتراض من البنوك كي يساعدهم ذلك على الإستمرار بالحياة والتّخفيف من الأعباء والمشاكل التي يواجهونها.ومن خلال السؤال الذي طرح على الشيخ العريفي عن حكم الإقتراض من البنوك الربوية وقت الضرورة من قبل النّاس سواء لمعالجة مرضهم أو شرع بيت، أجاب:

أما الربا فقد نص الله على تحريمه قال تعالى: " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) وقال الله تعالى:" يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) وقال الله تعالى في كتابه الكريم أيضا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) ، إن النبي صلى الله عليه وسلم حرم الربا وعظم أمره حتى عده أهل العلم من الكبائر.


الربا محرم ولكن إذا وصل الإنسان الى مرحلة أصبح أخذ الربا بالنسبة إليه كأكل الميتة أي كمثل الإنسان الذي بالصحراء ولم يجد إلا ميتة وكاد أن يهلك إلا أن يجد منها علقةً أو مضغةً فلا بأس أن يأخذ منها لقمة أو لقمتين يأكلها ليحفظ بها حياته، كذلك الربا فلا يجوز التعامل بها ولكن إن وجدت حالة ضرورية مثل: لو كان هناك مريض كلى وبحاجة الى دواء ولم يجد من يسلفه مالًا ولم يكن عنده مال ولم يجد أي وسيلة للحصول على هذا الدواء فهذا الأمر يقتضى الربا ولكن بمقدار حاجته مثلًا ثمن الدواء مئة يقترض فقط مئة لأن العلماء ذكروا إن الضرورات تقدر بقدرها.

وصف حال آكل الربا يوم القيامة:
وقد تحدث الشيخ العريفي أيضًا عن حال آكل الربا يوم القيامة فقد وصف الله تعالى أحوال الناس عندما ينفخ في الصورالنفخة الثانية.

 عند النفخ في الصور يصعق من في السماوات ومن في الأرض إلّا من شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى النفخة الثانية فإذا هم قيامٌ ينظرون، يقولون يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا.

 يقوم النّاس على أنواع أما آكل الربّا فقال الله تعالى عنه الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) ، أي كالمصروع الذي يقف تارة ويسقط تارة، فهو كالذي يحرك أيديه وأرجله وفمه بطريقة لا يستطيع أن يضبط نفسه، هؤلاء هم الذين أكلوا الربّا في بيعهم وشرائهم وهم الذين كانوا يستغلون حاجات الضعفاء، فيأتي إليه الضعيف الفقير ليستلف منه مالاً ليشتري لابنه دواءً أوربما يسدد به ديناً أو يسدد إيجارًا ..الخ، فهو لايعطي المال قربة الى الله تعالى بقرضة حسنة.

و عندما تعين مسلمًا وتقرضه قرضًا حسنًا بمئة أو بمئتين فكأنما تصدقت بنصفها، كأنك دفعتها صدقة وهي تعود إليك.

وفي نهاية الكلام، روى مسلم (1598) عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: ( لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ ، وَشَاهِدَيْهِ ) ، وَقَالَ: (هُمْ سَوَاءٌ) .

 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة