شرح حديث البيعة

السوسنة - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ، وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقُوا ، وَلاَ تَزْنُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ ، وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ ، وَلاَ تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ .

شرح الحديث كما ورد في فتح الباري لابن نحجر العسقلاني رحمه الله.
1. معنى المبايعة : العهدة أو المعاهدة 

2. لا تشركوا بالله : تشهدوا أن لا إله إلا الله. وقيل : معناه الابتعاد عن الرياء فهو شرك أصغر.
لماذا خصَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قتل الأولاد مع أن القتل كله محرّم ؟

- قالوا : لأنه اجتمع فيه كبيرة القتل وقطع الرحم، عدا عن العادة التي كانت سائدة في الجاهلية وهي وأد البنات وكان بعضهم يقتل الطفل صغيرًا خشية الفقر.


3. معنى البهتان : الكذب.
يعني لا تكذبوا على أحد من الناس أو تفتروا عليه وتتهموه زورًا وبهتانًا ، وخص الرسول صلى الله عليه وسلم اليدان والقدمان لأنها جوارح تترجم سريرة الإنسان. وقال بعضهم المقصود هنا القلب لأنه يقع بين الأيدي والأرجل وهو الذي يحرك الإنسان إما لخير أو شر والمعنى يقول لا تفتروا على أحد كذبًا وزورًا ثم تلقوه بألسنتكم.

روي عن أبي جمرة أنه قال : يحتمل معنى بين أيديكم أي الوقت الحاضر وأرجلكم أي المستقبل يعني ما تسعون إليه في المستقبل.
4. معنى لا تعصوا : لا تخالفوا ولا تعاندوا.
5. المعروف : هو ما عُرف عن الشرع من حثّ على أمر حسن أو نهي عن قبيح.

وقال النووي : في هذا دليل على أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

6. فمن وفى منكم : فيها لفظان أحدهما بتشدشد الفاء (وفّى) والآخر بتخفيفها (وفى) والمعنى في كلا اللفظين : ثابت موفي بعهده.
7. أجره على الله : وفي رواية فأجره الجنة وهذا من تعظيم وتفخيم الأجر.
8. فمن أصاب من ذلك شيء : يعني فعل أحد تلك الأمور النهي عنها.
9. عوقب : يعني لقي جزاء فعلته في الدنيا، فإذا سرق وقطعت يده : فهذه كفارة، وإن زنا فرُجم أو جُلِد فهي كفارة وهكذا. وقال النووي : يستثنى من هذا المشرك بالله فهو لو قتل لشركه لم يكن ذلك كفاره له ، وإنما هذا يختص بالمسلم الذي يرتكب المعاصي فإن عوقب عليها في الدنيا كانت كفاره له.

وفي رواية : "الله أكرم من أن يثني العقوبة على عبده في الآخرة "يعني يعاقبه مرتين : واحدة في الدنيا وواحدة في الآخرة.

ما الحكمة من ذِكر الأمور التي نهي عنها أكثر من الأمور الواجب فعلها ؟
- هذا من باب الإجمال فقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا تعصوا : يعني اتبعوا كل معروف تؤمرون فيه ولا تخالفوه، والحكمة من ذِكر المنهيّات بأن اجتنابها سابق لفعل الخيرات.

 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة