ستة أشقاء يحفظون القرآن كاملاً

 من السهل على الإنسان قراءة القرآن الكريم بشكل يومي وإتقان أحكامه وترتيل ايأته  ، ولكن من الصعب عليه أن يحفظ القرآن كاملا وبالأحكام سواء  الصغار أو الكبار. 

 
روايات كثيرة للقرآن وأحكام دقيقة في ألفاظه وحروفه ، يحتاج حفظها لرغبة حقيقة لدى الإنسان تجعله يكرس وقته لحفظه ومتابعته وتدقيق كلماته ،والتي يكون حفظها في الصغر كالنفش على الحجر 
 
وسط دير البلح استقبلنا عصام يوسف الذي امضي حياته في سلك التعليم في بيته مفاخرا بنفسه وبأبنائه الستة الذين سيضعون على رأسه تاج الوقار يوم القيامة بحفظهم  القران كاملا برواية حفص عن عاصم.
 
داخل بيت بسيط يقطن عصام مع أبنائه الستة  "سليمان  19 عاما "  و "إبراهيم  18 عاما " و " هارون 16 عاما " و "عيسى 14 عاما  " و " موسى 13 عاما  " و " عبير 18 " الذين يحفظون القران كاملا بمتابعة واهتمام من أسرتهم ، وجميعهم يتحدثون على قلب رجل واحد.
 
ويشرح لنا الأب عصام اهتمامه بإرسال أبنائه لمراكز التحفيظ قائلا " عملت في بداية حياتي عاملا داخل أراضينا المحتلة ثم انتقلت للعمل في مهنة التدريس وما زلت ، ولاننى لما أحفظ الكثير من القرآن رغم إن هذه رغبتي فحرصت على إرسال ابنائى منذ صغرهم لمراكز تحفيظ القرآن"
 
وقال " بحمد الله أتابع جميع ابنائى باستمرار وبحمد الله حفظ ابنائى الستة القرآن كاملا وعلى رأسهم شقيقتهم الكبرى حتى اصغر طفل ، وكان ذلك خلال فترة قصيرة جدا لم تتجاوز الشهرين ولم تتجاوز أعمارهم وقتها العشر سنوات " 
 
وأكد الابن الأكبر في الأسرة " سليمان " عن رغبته منذ نعومة إظفاره في حفظ القران وقد أتم ذلك وأضاف " في بداية حياتي كنا نتجمع في حلقات إيمانية بعد صلاة المغرب في المسجد وكنا نحفظ قصار الصور وكان عمري وقتها تسع سنوات وكنت أحفظ يوميا صفحة كاملة "
 
ويتابع " التحقت بعدها انأ واشقائى في سنوات متتالية بمخيمات صيفية خلال الإجازة الصيفية لحفظ القرآن الكريم وكان شرط الالتحاق في هذا المخيم الذي يمتد لشهرين كاملين أن يحفظ الملتحق فيه القران كاملا ، حيث تم توزيع عدد صفحات القران على أيام الدورة بحيث كنا نحفظ يوميا عشر صفحات ، وبذلك حفظت القران كاملا في شهرين وتزامن ذلك مع اختتام المخيم "
 
ويستذكر الأشقاء جميعا تسميع القرآن بشكل مستمر فيما بينهم للمتابعة وضمان حفظه باستمرار ، لأنه تركه وهجره فترة بسيطة يستدعى نسيان الكثير من الآيات حسبما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " يتفلت القرآن مثلما يتفلت البعير " . 
 
وكان الأشقاء يخرجوا من بيوتهم الساعة السابعة صباحا للالتحاق في المخيم ويغادروه بعد الظهر،  حيث كان يتوافر جميع الخدمات والوجبات الغذائية التي تساعدهم على الاهتمام بحفظ القران فقط والتفرغ لذلك . 
 
وحصل الأشقاء على العديد من الجوائر خلال مسابقات محلية لحفظة القرآن من صغار السن ، ويطمح الأشقاء لحفظ الأحاديث النبوية كاملا في الوقت الحالي . 
 
ويستذكر موسى يوسف إحدى المواقف التي شارك فيها والده حينما التحق بدورة أحكام عليا في المسجد القريب من منزلهم قائلا " ذهبت أنا وشقيقي مع والدي حيث التحق في دورة أحكام عليا في المسجد ، وقمنا بمرافقته حيث كان رواد هذه الدورة كبار السن ، وحينما شاهدنا الشيخ ابلغ والدنا أننا صغار ولا يفضل وجودنا ، فابلغه والدي إننا سنكون فقط مستمعين ولم يبلغه حينها إننا حافظين للقرآن "
 
وأضاف  " شاركنا في الدورة وتم تصفيه الملتحقين في الدورة على 7 أشخاص كنا أنا وشقيقي من ضمن الملتحقين الذين تم اختيارهم ، وكنا اصغر اثنين في الدورة وحصلنا في النهاية على أعلى مرتبة وهى جيد جد مرتفع " 
 
صغار هم بالسن لكن كبار بعقولهم ، ويتحدثون على قلب رجل واحد ويتحدث شقيقهم الأكبر نيابة عنهم وبلسانهم ويقرأ ما في قلوبهم ، حيث أهدافهم واحدة وأمنياتهم واحدة وطموحهم واحد .
 
بدايتهم كانت القران الكريم وطموحهم حفظ جميع الأحاديث النبوية  ويسعون للالتحاق في مسابقات دولية ترفع اسم فلسطين عاليا كونهم ستة أشقاء يحفظن القران كاملا.
 
وفى نهاية اللقاء يبتسم الأبناء في وجه أبيهم ثم قام باحتضانهم وتقبيلهم لأنهم رفعوا رأسه عاليا بهذا الانجاز .