حكم الاكل من الذبائح التي لا يعرف دين ذابحها

السوسنة - قالت دائرة الافتاء الاردنية، انه في حال عدم معرفة دين الشخص الذي يذبح المواشي او الدواجن المخصصة للاكل لا يجعل من هذه الذبائح محرمة، لان  الأمر ما دام في دائرة الظن فلا يكلف المسلم بالتحقق من ذلك؛ لما فيه من المشقة والتعنت.

واشارت الدائرة الى انه اذا كان التخدير لا يُميت الحيوان، بل تجعله لا يقاوم الذبح فتسهل السيطرة عليه، ولو ترك ذبحه لعاد إليه إحساسه ونشاطه، فهذا لا يضر ويجوز أكله إذا ذبح وهو مغمى عليه؛ لأنه لم يمت، ولكن الأطباء لا ينصحون بهذا التخدير؛ لأنه لا يجعل الدم ينزف كله بعد الذبح، وبقاء الدم في الذبيحة يُسرع بفساد لحمها.

السؤال: 

 توجب بعض الجهات الأجنبية على شركات اللحوم الحصول على ترخيص للمتاجرة باللحوم، ولا يمنح الترخيص إلا ضمن شروط معينة، منها: ذبح الأبقار بعد تخديرها، كما أنه لا يُعرف دين من يتولى الذبح، فهل يحل أكل هذه اللحوم، وهل يجوز شراء لحوم الدواجن التي تذبح آلياً؟

 
 
الجواب :
 
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله 
 
أحل الله عز وجل لنا طعام أهل الكتاب، قال الله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} المائدة/5، شريطة أن يتم ذبح ما يؤكل بطريقة شرعية، فإن كنتم تعلمون أن الذبح يتم وفق ذلك فلا بأس في أكل هذه اللحوم.
 
أما تعذر معرفة شخص الذابح فلا يجعل هذه الذبائح محرمة؛ لأن الأمر ما دام في دائرة الظن فلا يكلف المسلم بالتحقق من ذلك؛ لما فيه من المشقة والتعنت، ولا جزم بالحرمة إلا مع اليقين، ولما روى الإمام البخاري في صحيحه عن عائِشَةَ رضِي اللَّهُ عَنها: أَنَّ قَوْمًا قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ قَوْمًا يَأْتُونَا بِاللَّحْمِ، لاَ نَدْرِي: أَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَمْ لاَ؟ فَقَالَ: (سَمُّوا عَلَيْهِ أَنْتُمْ وَكُلُوهُ) قَالَتْ: وَكَانُوا حَدِيثِي عَهْدٍ بِالكُفْرِ.
 
وإذا كان التخدير لا يُميت الحيوان، بل تجعله لا يقاوم الذبح فتسهل السيطرة عليه، ولو ترك ذبحه لعاد إليه إحساسه ونشاطه، فهذا لا يضر ويجوز أكله إذا ذبح وهو مغمى عليه؛ لأنه لم يمت، ولكن الأطباء لا ينصحون بهذا التخدير؛ لأنه لا يجعل الدم ينزف كله بعد الذبح، وبقاء الدم في الذبيحة يُسرع بفساد لحمها.
 
وقد صدر قرار من مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، قرار رقم (95) يجيز أكل ذبائح أهل الكتاب، ما لم يتيقنوا أنها لم تذبح بالطريقة الشرعية، ونص القرار: "يجوز للمسلمين الزائرين لبلاد غير إسلامية أو المقيمين فيها، أن يأكلوا من ذبائح أهل الكتاب ما هو مباح شرعاً، بعد التأكد من خلوها مما يخالطها من المحرمات، إلا إذا ثبت لديهم أنها لم تُذَّك تذكية شرعية". 
 
أما بخصوص حكم شراء لحوم الدواجن التي تذبح آليا؛ فلا بأس به إذا توافرت شروط الذبح الشرعية بأن يكون الذبح بالآلات الحديثة بشرط كونها الحادة، وأن تقطع الحلقوم والمريء.
 
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي آنف الذكر: "الأصل أن تتم التذكية في الدواجن وغيرها بيد المذكي، ولا بأس باستخدام الآلات الميكانيكية في تذكية الدواجن ما دامت شروط التذكية الشرعية قد توافرت، وتجزئ التسمية على كل مجموعة يتواصل ذبحها، فإن انقطعت أعيدت التسمية" انتهى. والله تعالى أعلم.
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة