قس: 5 ديانات بينها الاسلام تتعرض للانتهاكات في الصين

السوسنة  - كشف قس في الصين على انه اضطر لنشر عظته لـ1300 شخص عبر الهاتف المحمول، بعد أن أغلقت السلطات الصينية كنيسته في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، معلنةً أنَّها غير قانونية.

وقال القس جين مينغري في مقابلة: "هذا جزءٌ من حربٍ شاملة ضد الدين. بدأ الحزب الشيوعي في النظر للدين كمنافس، لا يقتصر الأمر على المسيحية [البروتستانتية] فحسب، بل يمتد أيضاً ليشمل الكاثوليكية والبوذية والإسلام. إنَّهم يريدوننا جميعاً أن نتعهد بالولاء للحزب".

وتتعرض الديانات الخمس التي سمح بها رسمياً الزعماء الصينيون، وهي البوذية والكاثوليكية والطاوية والإسلام والبروتستانتية لمعاملةٍ قاسية من حكومة الرئيس شي جين بينغ، الذي أذكى النزعة القومية وعزَّز الولاء للحزب الشيوعي بطرقٍ لم نشهدها منذ عقود. تتزامن هذه الحملة مع الجهود المبذولة من أجل "إضفاء الطابع الصيني" على الأقليات الإثنية والقضاء على التفكير "الغربي". وتستمر بعض حملات القمع منذ سنوات.
 
في المنطقة الغربية من شينغيانغ، موطن عرق الإيغور المسلم، البالغ عدد سكانه 13 مليون نسمة، فرضت الحكومة الصينية ضغوطاً متزايدة ضد ما تسميه "افيروس الأيديولوجي" للإسلام.
 
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقريرٍ من 117 صفحة، صدر هذا الأسبوع، إنَّ المسلمين يخضعون لقيودٍ دينية متزايدة ومراقبة جماعية. وأشار التقرير وتقارير أخرى إلى أنَّ المليون مسلم المحتجزين في مراكز احتجاز جماعية يعانون من التلقين السياسي القسري وسوء المعاملة والتعذيب. 
 
وفي أماكن أخرى، مُنعت السلطات البوذية والطاوية من بناء تماثيل دينية كبيرة، أو القيام بأي استثماراتٍ تجارية جديدة. كان معبد شاولين، وهو دير بوذي مشهور برهبانه البارعين في فنون الدفاع عن النفس، قد رفع العلم الصيني للمرة الأولى في تاريخه الذي يصل إلى 1500 عام كجزءٍ من الحملة الوطنية هذه. 
 
وتعرّضت المسيحية إلى سياسات تدقيق ورقابة جديدة، منذ أن طبَّقت حكومة شي قواعد جديدة لتنظيم الأديان، تحت مسمى «مبادئ ترويج المسيحية الصينية في الصين للسنوات الخمس المقبلة» في آذار. وقد أدى هذا إلى حدوث توتراتٍ جديدة في المواجهة الممتدة منذ عقود بين الفاتيكان والحزب الشيوعي، الذي لا يسمح إلا بالكنائس الكاثوليكية المرخصة من قبل الدولة، ويُعيَّن هو أساقفتها. 
 
ويُجري الفاتيكان وبكين محادثاتٍ حول اتفاقية محتملة تتضمن اعترافاً صينياً بالبابا رئيساً لمجتمع الكاثوليك في الصين. ويمكن للفاتيكان بدوره أن يُدخل بعض الأساقفة المعينين من الصين إلى كنفه.
إلا أنَّه في نفس الوقت تعرّضت بعض الكنائس الكاثوليكية للإزالة. 
 
وتُخضع السلطات أيضاً الكنائس البروتستانتية لمراقبةٍ متزايدة. فقد أغلقت العديد من «الكنائس المنزلية»، التي تعمل بشكلٍ مستقل عن الكنائس التي تسيطر عليها الدولة، من غوانغدونغ في الجنوب إلى هيلونغيانغ في الشمال. 
 
كانت الحملة مكثفةً بشكلٍ خاص في هينان، وهي منطقة تقع جنوب بكين، وتُعرَف بعدد سكانها الكبير نسبياً من البروتسانت. وكانت هناك تقارير عن حرق الإنجيل هناك، وانتشرت على الشبكات الاجتماعية مقاطع فيديو تُظهر الصلبان تشتعل فيها النيران. وخلال الأسبوعين الماضيين، وقَّعَ 279 قسيساً صينياً على رسالة عامة يعترضون فيها على اللوائح الجديدة، التي يقولون إنَّها تشمل إجبار الكنائس على وضع صور للرئيس شي، وإنشاد أغاني الحزب الشيوعي.
 
فت الحكومة الصينية الشروع في أي حملاتٍ ضد الدين. وذكرت وزارة الخارجية مراراً وتكراراً أنَّ الحكومة تريد ضمان «التعايش المتناغم» بين مختلف المجموعات العرقية والأديان في الصين. 
إلا أنَّ المدافعين عن الحريات المدنية يقولون إنَّ الحملة الأخيرة تمثل تصعيداً مقلقاً.




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة