ممنوع استقبال المسلمين! - خالد مصطفى

العنصرية ضد المسلمين تتنامى في معظم البلدان الغربية تحت دعاوى مختلفة حتى وصل الأمر للدعوة لرفض استقبالهم في بلدان كانت تفتقر للأيدي العاملة وللسكان وقامت على أكتاف مهاجرين مسلمين مثل أستراليا التي كانت لا تجد من يسكنها ويعمرها في وقت من الأوقات..
 
 
 
فقد تحدث عضو في مجلس الشيوخ الأسترالي، عن "حل نهائي" للهجرة ودعا إلى العودة إلى سياسة "أستراليا البيضاء" التي تشجع استقبال "الأوروبيين المسيحيين" فقط...وفاجأ السناتور عن كوينزلاند فريغر أنينغ، البرلمانيين، عندما أورد في خطاب عبارة شهيرة كانت تستخدم في عهد أدولف هتلر للإشارة إلى القضاء على اليهود في أوروبا...
 
 
 
كما دعا إلى منع دخول المهاجرين المسلمين، ودافع عن سياسة الهجرة لأستراليا البيضاء التي طبقت لسبع سنوات اعتبارا من 1901...وقال أنينغ الذي كان عضوا في "حزب أمة واحدة" الشعبوي وينتمي حاليا إلى "حزب كاتر الأسترالي" في مجلس الشيوخ "من حقنا كأمة أن نصرّ على أن يعكس الذين يسمح لهم بالقدوم إلى هنا، التكوين الأوروبي المسيحي التاريخي للمجتمع الأسترالي", على حد قوله...وأضاف أن "الذين يأتون إلى هنا يجب أن يندمجوا"، مشيرا إلى أن "التنوع الإثني الثقافي (...) ارتفع إلى مستويات خطيرة جدا في بعض الضواحي", على حد زعمه....هذه الفكرة العنصرية ليست جديدة ولكنها بدأت منذ زيادة موجة اللجوء قبل سنوات جراء الحروب التي تشهدها عدة مناطق ومن هذا الوقت سمعنا كبار المسؤولين الغربيين يؤكدون على سياسة "أوروبا المسيحية" ورفض استقبال المسلمين من أجل الحفاظ على هوية أوروبا كما يزعمون وقامت عدة دول بإقامة أسوار شاهقة لمنع دخول اللاجئين وتعاملت معهم بمنتهى القسوة في وقت يتم الدفاع باستماتة في هذه الدول عن حقوق الحيوان حتى ولو كان في بلدان بعيدة!..
 
 
 
وفي هذا الإطار منعت الحكومة الإيطالية الجديدة سفينة لإنقاذ اللاجئين من الرسو في موانئها, وقال وزير النقل الإيطالي دانيلو تونينلي في بيان إنه تلقى طلبا رسميا من وزارة الداخلية التي يقودها اليميني المتطرف ماتيو سالفيني برفض دخول السفينة التابعة لمؤسسة (بروآكتيفا أوبن آرمز) الإسبانية الخيرية معللا ذلك بأنها تشكل خطرا على النظام العام...وخلال أقل من شهر منذ توليه السلطة قاد سالفيني سياسة حكومية جديدة لإغلاق الموانئ في وجه سفن المنظمات الخيرية التي تنتشل المهاجرين...
 
 
 
وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن الحكومة الإيطالية منعت سفن الإنقاذ من تقديم المساعدة للسفن والقوارب التي تحمل اللاجئين، وعدم الاستجابة لإشارات الاستغاثة التي ترسلها وهو تصريح واضح بقتل المدنيين الأبرياء بتركهم وسط الأمواج المتلاطمة... كما يواجه نحو نصف مليون لاجئي في إيطاليا خطر الترحيل والطرد، وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن تسريع وتيرة طرد 500 ألف مهاجر كان ضمن 20 سياسة بحثها حزب "5 نجوم" الشعبوي و"الرابطة" المعادي للمهاجرين، قبل إعلان الحكومة الائتلافية...وكان زعيم حزب الرابطة، ماتيو سالفيني، قد وعد خلال حملته الانتخابية بتسريع تطبيق برنامج "روما" للطرد الجزئي، الذي يعتمد على عقد اتفاقات مع دول شمال أفريقيا وجنوب الصحراء مثل غانا وغامبيا لاستيعاب المهاجرين المطرودين من إيطاليا...
 
 
 
ومن أجل تطبيق خطة الطرد، تخلى حزب الرابطة عن مطالبه بشأن تعديل الضرائب، رغم أنه كان أحد وعوده الانتخابية...
 
 
 
والسؤال الآن أين المنظمات الحقوقية الأوروبية والدولية من هذه السياسة العنصرية التي يجاهر بها زعماء وسياسيون بارزون دون أن يتم التحقيق معهم أو وقفهم عن ممارسة عملهم العام؟! ولو هذه السياسة ضد اليهود مثلا كان سيتم التعامل معها بهذا الصمت المريب؟! ولماذا يتم معاقبة الأشخاص بقوة في هذا الدول الذين يتهمون بمعاداة الكيان الصهيوني الذي يرتكب جرائم بشعة ضد الفلسطينيين بزعم معاداتهم "للسامية", بينما يُغض الطرف عن معاداة المسلمين؟!