اجعَلْ لكَ بريقًا خاصًّا - منة شرع

مَنْ مِنَّا لا ينبهر ببريق الذَّهَب الذي يخطَف نحوه العُيونَ؟!
البريق المميَّز الذي لن تجدَه في غير الذَّهَب، البريق الاستثنائي الذي يحمِلُ نوعًا خاصًّا من الجَمال، يخترق البَصَر، فإذا بالناس جميعهم منبهرون به، يرونه فتتعلَّق به قلوبُهم، وتنشغل به عقولُهم.
 
 
 
فهل بإمكانِكَ اكتسابُ ضياءٍ كضيائه؟
 
ما من إنسان لم يمرَّ عليه الوقتُ الذي شَعَرَ فيه بقمَّة الانطفاء، وعدم القُدْرة على إبصار أي نُورٍ يرشده للخروج من ذاك الظلام الذي ملأ جميع الأركان حوله وداخله أيضًا.
 
 
كثيرون من شعَرُوا بأنهم مغمورون، ويعيشون في أبعد مكانٍ عن أنظار وقُلُوب الناس، فمنهم من اختار البقاء حيث لا ترى عيناهُ إلَّا السَّواد، ومنهم من أشْعَل مِصْباحَ التفاؤل إلى أن وجد ضالَّتَه، والتقَتْ رُوحُه بما تشتاقه، فوجدتْ النُّورَ المشْرِقَ بعد الظلام المعْتِم؛ فأبَتْ أن ترضى به ثانيةً؛ كيلا تزداد ضياعًا وحَيْرةً من أمْرِها، فعانَقَتْ فكرة ترك ظلامها، والخروج للنُّور لتصنَعَ بخروجِها بريقًا خاصًّا - بريقًا داخليًّا وخارجيًّا - تصنعه حين تفيق من غمضتها، وتقوم من كَبْوتها.
 
 
فهل فكرت في ذلك ذات يوم؟
هل فكرت أن تُضيفَ إلى ذاتِكَ بريقًا خاصًّا؛ لتحظى بأوَّل صفة من صفات الذَّهَب الثمين؛ فتُقدِّر قيمتَكَ، وتجِد نفسَكَ فيما يرفعها، وتضعها في أوَّلِ طريقِ السعادة والنجاح، ثم يزداد عددُ مَنْ يشعُرون بقيمتِكَ ويُقدِّرونكَ كما يُقدِّرُون الذَّهَب وأكثر؟
 
 
 
لم يعد هناك موضِع لبقائكَ في منطقة الراحة، إن كنت تريد التميُّزَ حقًّا.
 
 
هل أخبرتك أنك تُشبه الذَّهَب كثيرًا؟
الذَّهَب أيضًا كان مختبئًا في الظلام متخذه مَسْكنًا، لا يعلم أنَّه يوجد في الخارج من يحتاج إليه ويبحث عنه، بل يشتاق إليه، يظُنُّ أنه غير مرغوبٍ ومنبوذ، في حين أنه لو حاول إظهار ولو جزءًا يسيرًا مِنْ لمعانِه، لتقاتَلَ عليه الجميع!
 
 
 
فليس على جميع الناس تقديركَ إن لم تُقدِّر نفسَكَ، وتشعُر أنَّكَ تستحقُّ البقاءَ بعيدًا عن ظُلُمات اليأس وعدم التقدير، تستحقَّ أن تعيش إنسانًا مُتميِّزًا بين الناس، بعيدًا عن غُبار الحُزْن الذي يخنق أنفاسَكَ، ويخفِيكَ عما هو خيرٌ لَكَ.
 
 
 
انفُضْ غُبارَكَ عنكَ، وأظْهِر بريقَكَ المميَّز للعالم.
 
أَقبِلْ على الحياة بكُلِّ ما فيك، فأنت حقًّا أغلى ما فيها من مخلوقاتٍ.
 
 
 
دعْكَ ممَّا يشدُّكَ للخَلْف دومًا، قاتِل واقتُل أفكار الشيطان الذي لا يهمُّه من أمركَ سوى حُزْنِكَ وكسلَكَ عن القيام بكُلِّ ما يُرضِي الله، ويُسعِد نفسَكَ البشرية!
 
ما عليكَ إلَّا التخطيط الجيد لبناء ثِقتكَ بنفسِكَ، ولتنشر بريقَكَ في كلِّ مكان.
 
 
 
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة