المسلمون يحيون ليلة القدر بهذه الطرق

السوسنة - يحيي المسلمون بالعبادات والبر والتقوى والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلة الرحم، ليلة القدر في الليالي الفردية من العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك، وهي خير من الف شهر، تقدر فيها الأمور، ويفرق كل أمر كالمطر والموت والحياة والرزق، ويصبح الإنسان ذا عظمة وشرف من خلال أفعاله الصالحة التي تقربه من الله سبحانه وتعالى.

 
وورد عن الرسول الكريم ان الملائكة تنزل في هذه الليلة المباركة على الأرض أفواجا لزيارة الصالحين من عباد الله عز وجل، ويكون فضل هذه الليلة المباركة عظيما، فتتنزل فيها الرحمات والبركات من الله عز وجل إلى عباده.
 
يبدأ موعدها منذ وقت مغيب الشمس وحتى آذان الفجر، ويكون العمل الصالح فيها بأجر القيام به ألف شهر، ولا يكون احياؤها بالقيام والتسبيح والذكر فقط، بل يجب ان يسبق ذلك التسامح وتجاوز الاخطاء لان الاعمال الصالحة لا تقبل من المتخاصمين او قاطعي الارحام او عاقي الوالدين.
 
مفتي العاصمة الدكتور محمد الزعبي قال، ان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول بان من قام ليلةَ القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، موضحا ان ليلة القدر منحة الهية وعطية من رب الارض والسماء، اذ تعادل العبادة فيها الف شهر، ففيها نزل القران الكريم، لقوله تعالى "انا انزلناه في ليلة القدر"، فالعبادة في هذه الليلة تعادل عمرا جديدا للانسان يعادل 83 سنة، فحري بكل مسلم ومسلمة اغتنام هذه الليلة والحرص على قيامها اذ كان عليه السلام اذا دخلت العشر الاواخر شد من مأزره وايقظ اهله طلبا لاجر هذه الليلة.
 
واوضح الزعبي، ان ليلة القدر تأتي في العشر الاواخر في الليالي الفردية، متنقلة في كل عام، ربما تكون في اي وتر من العشر الاواخر، فعلى المسلم ان يغتنم هذه الليلة، وان يتعبد بطهارة قلبه تجاه المسلمين، مشيرا الى قول الرسول الكريم: "يدخل علينا من هذا الفج رجل من اهل الجنة" فلما تبين ما طبيعة عمله، قال الرسول "انه يبيت ولا يحمل حقدا او كرها على المسلمين" فيجب علينا عبادة الله بصفاء قلوبنا وطهارة اجسادنا وعلاقة ود واخوة كما ارادها الرسول الكريم لقوله "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، اي انه من حكم الصيام مساعدة المسلم للمسلم وتقديم العون للاسر المعوزة، لنكون كالبنيان المرصوص.
 
استاذ التفسير وعلوم القران بالجامعة الاردنية الدكتور محمد المجالي اكد، ان ذكر ليلة القدر بالقران الكريم جاء في موضعين: في سورة القدر وسورة الدخان، ففي سورة القدر بين الله تعالى انه خير من الف شهر تتنزل الملائكة فيها، وهي علامة للرحمة والدعاء للمؤمنين وفيها السلام الذي يعني العفو والرضا والعتق من النار، فهذه ثلاثة اوصاف ذكرها الله تعالى بالليلة المباركة، اما في سورة الدخان، فقد ذكرها الله تعالى بانها ليلة مباركة، وفيها يفرق كل امر حكيم، اي ان الله تعالى يقدر ما يشاء للبشر طيلة العام فكيف اذا كان تقديره للامور مع اناس يذكرون ربهم ويتذللون ويسألون الله العفو.
 
واشار المجالي، الى ان الرسول الكريم كان يقول لعائشة، عندما سألته "أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني».
 
كما اشار الى قول الرسول عليه السلام "من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" وقال انها فرصة وتمتاز هذه الليلة بان كلها خير وبركة لقوله تعالى "سلام هي حتى مطلع الفجر".
 
ودعا المجالي، المسلمين الى احياء ليلة القدر في المساجد والحرص على عدم اصطحاب الاطفال وعدم ايذاء المصلين بالتدخين والتقرب الى الله والدعاء للامة الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها بالخير والبركة.
 
نائب رئيس جمعية اعجاز القرآن الدكتور منذر زيتون اوضح، ان ليلة القدر التي ذكرها الله تعالى بالقران الكريم تفوق كل الليالي كونها تعادل اكثر من الف شهر وبالتالي يجب على المسلم استغلالها بالعمل الصالح والتقرب الى الله بالعبادة، مبينا ان ليلة القدر تأتي في العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك، وهي غير محددة ولا يمكن لأي عالم ان يجزم انها في ليلة السابع والعشرين كما هو متعارف، مشيرا الى ان الحديث الشريف ذكر انها بالعشر الاواخر وبالليالي الوترية تحديدا.
 
وبين زيتون، ان العبادة لاتكون بالتسبيح والذكر فقط، ولكن المطلوب من الناس المغفرة والتسامح وتجاوز الاخطاء لان الاعمال الصالحة لا تقبل من المتخاصمين او قاطعي الارحام او عاقي الوالدين.
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة