مسلمو غزة يستقبلون رمضان في ظروف حزينة

السوسنة - يستقبل مسلمو غزة شهر رمضان الفضيل هذا العام، وسط حالة من الحزن على ضحايا المجزرة الإسرائيلية، وبالتزامن مع تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

واعتاد سكان القطاع في كل عام، استقبال شهر رمضان وسط حالة من الفرحة، حيث يتجهزون له قبل أسبوع تقريبا من حلوله.

وستفتقد عشرات العائلات الفلسطينية أبناءها أو معيليها، الذين استشهدوا مؤخرا برصاص إسرائيلي، على موائد الإفطار الرمضانية.

وارتكب الجيش الإسرائيلي الاثنين الماضي، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة ضمن مسيرات العودة، حيث قتل 62 شخصا وجرح أكثر من 3188 آخرين بالرصاص الحي، والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، ويحيون الذكرى الـ 70 لـ "النكبة" الفلسطينية.

من جانب آخر، تخلو أسواق قطاع غزة من المواطنين (المشترين) خلافا لما اعتادت عليه خلال السنوات الماضية بالتزامن مع حلول شهر رمضان.

ومنذ بداية العام الجاري، يعاني التجار الفلسطينيون في غزة تكدّسا للبضائع داخل مخازنهم التجارية جراء التراجع الكبير للقدرة الشرائية لدى المواطنين بفعل سوء الأوضاع الاقتصادية.

ولجأ هؤلاء التجار إلى إعلان عروض "التخفيضات" في أسعار البضائع المعروضة للبيع لجذب الزبائن، لكن تلك المحاولات لم تكن ناجحة بما فيه الكفاية، بسبب انعدام السيولة لدى المواطنين.

ويعتبر شهر رمضان من الشهور المكلفة للمواطنين، وفي ظل تفشي البطالة والفقر، وضعف القدرة الشرائية للمواطنين، يتوقع مراقبون المزيد من تردي الوضع الاقتصادي.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن أكثر من نصف سكان غزة خلال العام الماضي 2017، عانوا الفقر بنسبة 53 بالمائة.

فيما قالت الأمم المتحدة العام الماضي، إن 80 بالمائة من سكان غزة يتلقون مساعدات إنسانية عاجلة، في إشارة إلى سوء الأوضاع الإنسانية.

ويشهد القطاع في الفترة الحالية، بحسب الغرفة التجارية والصناعية، "كسادا تجاريا لم يسبق له مثيل، حيث تتراكم البضائع لدى المستوردين والتجار".

وخلال الربع الأول من عام 2018، انخفضت قيمة الواردات إلى قطاع غزة مقارنة بالربع الأول من عام 2017 بنسبة 15 %، نتيجة لعدم طلب المستوردين بضائع جديدة بسبب الوضع.