وفاة شيخ قراء البحرين المحدث محمد سعيد الحسيني

السوسنة - توفي الشيخ المقرئ المحدث محمد سعيد الحسيني، شيخ قراء البحرين وأبرز علمائها، الجمعة، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة طويلة قضاها في تدريس القرآن الكريم.

ونعى العلماء والدعاة الشيخ الحسيني، وقال ابنه د. حسن الحسيني: كان أنسُه مع القران قراءة، وتدريسًا، وسماعًا، داعياً أن يرزقه الله شفاعة القرآن.

وقال د. عبدالمحسن زين المطيري، رئيس قسم التفسير والحديث بكلية الشريعة جامعة الكويت: قرأت على الشيخ عدة كتب منها كتاب مخطوط للإمام الدهلوي بعنوان "فتح الخبير" فأجازني به، فاستأذنته في تحقيقه، ففرح، وبعد تحقيقه أرسلت له النسخة التجريبية وهو في العناية المركزة، وقد ترجمت له في الكتاب، وكنت أتمنى أن يرى الكتاب في حلته الأخيرة ولكن الموت كان أسرع.

وكتب الباحث الكويتي عبدالعزيز العويد على صفحته ناعياً الراحل: اليوم طويت صفحة علم من أعلام البحرين الشيخ الفاضل المقرئ المسند الشيخ محمد سعيد الحسيني ولعلي أتكلم عنه لاحقاً رحمه الله وأحسن عزاءنا به.

أما الداعية د. محمد العوضي فكتب يقول: رحم الله الشيخ العالم المعلم القدوة، كان منارة تربوية قرآنية نبوية استفاد منها جمهرة الطلاب والمتعلمين.

وغرد الداعية د. عائض القرني قائلاً: أعزي أخانا وصديقنا د. حسن في وفاة والده الشيخ المقرئ المُحدّث محمد سعيد الحسيني، غفر الله له ورحمه، وأسكنه فسيح جناته، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

وقد وصف د. عاصم القريوتي، أستاذ السنة النبوية وعلومها، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الشيخ الراحل بقوله: فضيلة الشيخ محمد سعيد الحسيني الأفغاني علم من أعلام القرآن في البحرين مؤسس النهضة القرآنية الحديثة التي قامت في مملكة البحرين أحد المدرسين في معهد الأرقم بن أبي الأرقم في مكة المكرمة تم انتدابه ليقوم بالتأسيس لتحفيظ القرآن الكريم في مملكة البحرين.

وينحدر الشيخ الحسيني من إحدى قرى ولاية هَرَات بأفغانستان، نشأ يتيم الأب، وأكمل الدراسة الابتدائية في منطقة شين دَنْد المعروفة بـ"سُزْوار" بولاية هَرَات، وقرأ القرءان برواية حفص على يد الشيخ ملا محمد عظيم في هذه المنطقة قراءة بالتجويد بدون أحكام، ثم سافر إلى قندهار وأخذ بعض الدراسات التقليدية في علم الصرف والنحو والمنطق والفلسفة، وقرأ القرءان برواية حفص وبرواية شعبة عن الإمام عاصم الكوفي على الشيوخ هناك قراءة بالتجويد بدون أحكام ثم سافر إلى باكستان؛ حيث أكمل دراسته لعلم التجويد برواية حفص؛ حتى حصل على الشهادة والسند عن شيخه شيخ الكل الإمام عبدالملك رحمه الله في جامعة دار العلوم الإسلامية.

وعينه شيخه شيخ الكل مدرساً للتجويد في جامعة الكبرى دار العلوم "حَقًانية أكورة خَتَك" في ولاية بشاور وذلك من سنة 1373هـ/ 1953م إلى 1376هـ/ 1956م. وأخذ التفسير مراراً عن شيخ الشيوخ الإمام شيخ القرآن محمد طاهر رحمه الله وحصل على الشهادة والسند عن شيخه، كما أخذ عن شيخه شيخ القرءان الشيخ غلام الله رحمه الله التفسير حتى حصل على الشهادة والسند عنه، بعد ذلك طلبه شيخه شيخ الكل لكي يحصل على علم القراءات وذلك في سنة 1376هـ . وعينه بعدها مدرساً للتجويد في مدرسة "عربية صادقية مَنْجَنْ آباد" من ولاية بَهَاول نَكَر في سنة 1377هـ واستمر في التدريس فيها إلى سنة 1399هـ ثم توفي شيخه شيخ الكل في هذه السنة رحمه الله تعالى.

وأكمل الشيخ محمد الحسيني دراسته لعلم القراءات العشر بطريق الشاطبية وأخذها من أكبر تلاميذ شيخ الكل الشيخ إظهار أحمد التهانوي في أكبر المعاهد للتجويد والقراءات مدرسة تجويد القرآن موتي بازار ببلدة لاهور، وأخذ القراءات العشر بطريق طيبة النشر لابن الجزري عن الشيخ خدائي بخش الضرير رحمه الله في سمن آباد بلاهور في سنة 1384هـ/ 1964م.

أسس الشيخ محمد الحسيني مدرسة باسم "دار القرآن" في مسجد "موتي" في منطقة مزنك بلاهور، وأصبح كذلك مدرساً للتجويد والقراءات في مدرسة "تقويم الإسلام" تحت إشراف الشيخ مولانا داود الغزنوي رحمه الله بمنطقة شيش محل بلاهور.

ولشغف الشيخ بالعلم التحق بجامعة "أشرفية لاهور" للحصول على الشهادة العالمية المعروفة بـ"دورة الحديث"، وهي التي تعادل بشهادات الحكومة الباكستانية درجة الماجستير، وفي سنة 1388هـ سافر إلى كراجي والتحق بالجامعة العربية الإسلامية نِيُوتَاون كراجي المعروفة بـ"يوسف بَنَاوري تاون"، وحصل منها كذلك على درجة الماجستير بمرتبة جيد جداً.

ورأى فيه شيخه العلامة الشهير يوسف بنوري رحمه الله الذكاء والجد؛ فعينه مدرساً للتجويد والقراءات في مدرسة دار العلوم (بكرا بيري محراب خان رود) بكراجي، وكان في هذه المدرسة رئيساً للمدرسين وذلك من سنة 1389هـ/ 1969م إلى سنة 1403هـ/ 1973م، وفي هذا الوقت واصل الشيخ طلبه للعلم ولم يكتف بكونه أستاذاً فأخذ عن شيخ القراءات الشيخ فتح محمد القراءات العشر بطريق طيبة النشر والقراءات الشاذة أيضاً.

ثم سافر إلى مكة المكرمة سنة 1973م وجُعِلَ مدرساً في الحرم المكي بمعهد تحفيظ القرآن الكريم بدار الأرقم ابن أبي الأرقم بمكة المكرمة وبالحرم الشريف، ثم جعل مدرساً لعلوم القرآن بطلب من دولة البحرين من الرابطة الإسلامية في عام 1976م، وتخرج من تحت يديه إلى الآن في البحرين جمع كبير في رواية حفص وفي حفظ القرآن الكريم، وفي القراءات السبع والعشر.





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة