عذاب القبر .. بين الحقيقة والوهم - محمد فؤاد زيد الكيلاني

كلنا من تراب وعائدون إلى التراب هذا ما قاله الله تعالى في كتابة الحكيم ، و طبّعَّاً جميعنا سنموت في وقت ما والكل يخاف من عذاب القبر لأسباب كثيرة نجهلها أو نعرفها ليس مهم هذا الخوف ، ومن خلال تدبر آيات القرآن الكريم والبحث في هذا الموضوع وجدت أن عذاب القبر ليس بالحقيقة المفهومة لدى الناس . 
 
يجب علينا أولاً أن نؤمن بالله وندرك تماماً أن الله ارحم الراحمين ولا يريد أن يعذبنا أو يشقينا.
 
وهناك فئة تؤمن بعذاب القبر وهناك فئة لا تؤمن بعذاب القبر وهناك أشخاص معارضين ولو قمنا بتفسير أو فهم هذه الآية التي وردت في سورة الغاشية لنبين ما هو الصحيح والله أعلم ، قال تعالى : إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ. (الغاشية: 25 – 26) ، إذاً بعد الموت نكون بين يدي الله وتبدأ عملية الحساب كما هو واضح في هذه الآية تماماً ، ولا يكون حسابنا قبل وقوفنا أمام الله ، ولو كان هناك عذاب قبر لكان الناجي من هذا العذاب إبليس فقط ، لأنه سيموت يوم يبعثون ، وهذا كلام الله، هل الله سيعاقبنا قبل أن نقف أمامه في اليوم العظيم ؟ وهو ارحم الراحمين.
 
ولو تتبعنا هذا الموضوع من القرآن لوجدنا الآيات كثيرة تدل على عدم وجود عذاب القبر ومن هذه الآيات علينا فهمها بالشكل الصحيح ، قال تعالى: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ . (إبراهيم : 48) ، إذاً يوم القيامة الله سيبدل الأرض بأرض أخرى ، إذاً أين ذهب عذابنا في القبر إذا كان موجود؟ 
 
ولو قرآنا أو فهمنا هذه الآية بالشكل التي قالها الله في كتابه الحكيم ، قال تعالى : وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا . (مريم : 98) هذا كان خطاب الله لرسوله الكريم إن الذين ماتوا من قرون هل تشعر بهم أو تسمع لهم ركزا. هذه دليل آخر من القرآن العظيم ، الذي لا يوجد به متناقضات .
 
يجب عينا أن نفهم القول الصحيح من القرآن الكريم والتفسير الدقيق في قول الله تعالى دائماً وأبداً ، لأنه الله الخالق الرحمن الرحيم والله ورسوله اعلم .