أئمة المساجد يفضحون فساد المسؤولين في أنغوشيا

السوسنة - تواجه السلطات في جمهورية أنغوشيا الواقعة في شمال القوقاز، اتهاما من أئمة المساجد باختلاس أموال مخصصة لبناء مسجد كبير في العاصمة ماغاس، يتسع لقرابة 8 آلاف مصلٍّ.

ويشهد المشروع، الذي يتضمن كذلك بناء جامعة ومركز ثقافي إسلاميَّين، تباطؤاً منذ أكثر من سنتين.

ويقول مساعد مفتي أنغوشيا، محمد ختشيتيروف: "تم اختلاس الأموال، والمدارس الدينية لا تحصل على تمويل، والأئمة ما عادوا يتقاضون مرتباتهم، الفساد في أنغوشيا بلغ مستويات لا تصدَّق".

ويضيف: "لأننا نفضح الفساد"، تردُّ السلطات بممارسة مزيد من الضغوط على الهيئات الدينية.

وأدان المفتي مساعي "لمصادرة أراضٍ" تعود إلى الأئمة، وإغلاق إذاعة "أنغوشت" التي يديرونها، وأشار إلى رفع دعاوى ضده بهدف الاستحواذ على الأرض المخصصة لبناء المسجد الجديد.

وأكد المفتي أن "التحيُّز ضد المسؤولين الدينيين مستمر". وحثَّ في رسالته، التي نشرها على فيسبوك، سلطات موسكو على "اتخاذ تدابير" ضد رئيس الجمهورية يونس-بيك يفكوروف، مؤكداً أنه يثير شعوراً بـ"الاستياء" لدى الشعب، ويتسبب في "تفاقم الوضع بالمنطقة".

ودعا المفتي مسلمي أنغوشيا إلى التجمع، السبت 3 مارس 2018، بموقع بناء المسجد في ماغاس؛ لمطالبة السلطات بإسناد إدارة المشروع إلى الأئمة.

وسرعان ما أبلغته النيابة أن المنظِّمين سيلاحَقون أمام القضاء في حال مضوا في تنظيم التظاهرة من دون الحصول على ترخيص رسمي.

في المقابل، طالب الرئيس يفكوروف، الذي يتولى منصبه منذ 2008، مراراً، باستقالة المفتي، ووجَّه السلطات بمراقبة خطب المساجد عبر كاميرات مراقبة؛ بذريعة الحرص على عدم "تسييسها".

وقال المتحدث باسم الرئيس خالد تنكييف، إن "المسجد مكان للصلاة. الخطب السياسية غير مقبولة فيه. على الأئمة أن يعززوا ثقة الناس بالسلطات"، وليس أن ينتقدوها.

ويمكن تفسير قلق السلطات باقتراب الانتخابات الرئاسية الروسية في 18 مارس 2018، وكذلك الانتخابات الأنغوشية في سبتمبر 2018، والتي سينتخب النواب خلالها رئيس الجمهورية، وفق ما يقوله غريغوري تشفدوف، رئيس تحرير موقع "كوكيزيان نوت" المختص بأخبار شمال القوقاز.

ويضيف أن "أئمة أنغوشيا يمثلون قوة كبيرة. ففي غياب وسائل الإعلام الحرة وفي أجواء يندر فيها توجيه انتقادات للسلطات، يستمع مسلمو القوقاز للخطب بكثير من الانتباه".

ويقول مساعد المفتي، ختشيتيروف، الذي كان يدير إذاعة "أنغوشت" حتى إغلاقها في نهاية 2015: "لا ينبغي أن يقتصر كلامنا على الدين في المساجد. علينا كذلك أن نتطرق إلى ما يحدث بالمجتمع".

ولكنه يضيف أنه "من غير المطروح التلفُّظ بشعارات سياسية خلال الخطب. كل ما نريده هو أن يتوقف كبار المسؤولين عن تلقي الرشى".





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة