وكيل الأزهر: معركة الوعي هي الأخطر مع الكيان الصهيوني

السوسنة - قال وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، ان " معركة الوعي هي الأخطر مع الكيان الصهيوني وانتصارنا فيها مفتاح التحرير".

وأكد شومان في مؤتمر الأزهر العالمي للدفاع عن القدس الأربعاء، أن موقف الأزهر الرافض لزيارة القدس تحت الاحتلال ثابت.. والاختلاف راجع إلى تقدير المصالح والمفاسد.

وأضاف:" إن مستوى وعي النشء العربي والإسلامي - متمثلًا في أبنائنا وبناتنا طلاب مرحلة التعليم ما قبل الجامعي - بقضية القدس الشريف، ليس على المستوى المطلوب، فقد شُغلت أو أُشغلت كلُّ دولة من عالمنا العربي والإسلامي عن قضية العرب والمسلمين المحورية بهمومٍ وقضايا ومشكلات داخلية وأحداثٍ جِسام جرَّها علينا أعداؤنا وقوى الشر المتربصة بمنطقتنا، فاختلف مستوى الإحاطة والإدراك والمعرفة بهذه القضية لدى الأجيال الناشئة عن إحاطة وإدراك ومعرفة جيلنا والأجيال التي سبقتنا؛ حيث إننا عايشنا ومنا مَن شارك في بعض الحروب التي خضناها مع الكيان الصهيوني الغاصب، ولذا، وجب على المؤسسات التعليمية في وطننا العربي والإسلامي تدارك هذا التقصير سريعا قبل أن تختلط الأمور في عقول الناشئة، خاصة في ظل حملةٍ لا هَوادةَ فيها لتزييف تاريخ تلك المدينة المقدسة وطمسِ هُويتِها، فنحن في هذه المرحلة في غِمار معركةٍ طاحنة على المستويات كافة، ولعل الأشرسَ والأخطرَ في تلك المعركة هو مستوى الوعي الذي يقتضي عدم ترك أجيالنا - وخاصة النشء - فريسةً لتغريبٍ ثقافي، وآلةٍ إعلاميةٍ ضخمة تُستخدم اليومَ سلاحًا فعَّالًا بل فتاكًا لقلب الحقائق في إطار معركة الوعي هذه".

وأوضح شومان أن الأزهر شرع في اتخاذ خطوات عملية في هذا الصدد، في مبادرة لعلها تجد مَن يحذو حذوها؛ حيث اعتمد الأزهر مقررًا دراسيًّا يدرس بدايةً من المرحلتين الإعدادية والثانوية في التعليم ما قبل الجامعي وصولًا إلى مرحلة التعليم الجامعي، ولا شك أن هذا المقرر سيؤتي ثمارَه المرجوة بمشيئة الله تعالى.

وهاجم وكيل الزهر الرئيس الأمريكي بسبب قراره بشأن القدس وقال: ولا شك أن تأجيجَ الغضب في صدور العرب والمسلمين بمثل تلك التصرفات الهوجاء لترامب وأمثاله من المتغطرسين سيُعجِّل بهذا اليوم حتمًا، فما من عربي ولا مسلم ولا حتى مسيحي إلا وقد نشطت ذاكرتُه بفعل هذا القرار، وسيطرت هذه القضيةُ على فكره، وأشعلت جَذوةَ الغضب في صدره، وهنا نتمثل بقول القائل: (رُبَّ ضارةٍ نافعة)، فقرار ترامب ومن حذا حذوه ممن خانوا الضمير العالمي وخالفوا النواميس الإنسانية، يبعث الأملَ من جديد في جمعِ الأمة بعد تفرقها، وعزِّها بعد هوانها على أعدائها، وحسبُ هذا القرارِ الأرعن أنه أحيا قضيةَ القدس في الأذهان، وجعلها تتصدر اهتمام الرأي العام العربي والإسلامي بل العالمي، وهي خدمةٌ عظيمة لو عَلِمَها ترامب ما أصدر قراره الذي لا يساوي المداد الذي كُتب به.