لماذا يتزايد العداء ضد المسلمين في سويسرا؟

السوسنة - لأسباب مختلفة ومثيرة للقلق ورغم حملات مكافحة التمييز العنصري بناءًا على العرق أو اللون أو الدين؛ تتزايد نسبة الأشخاص المعادين للمسلمين في سويسرا، وقد يكون من الصعب العثور على الأسباب الحقيقية، ولكن قد يكون منها زيادة أعمال التطرف في الدول الأوروبية، الدراسات التالية تفصح عن جملة من أشكال العداء، كما أنها تجري مقارنة بين معاملة اليهود ومعاملة المسلمين في سويسرا:
- تُظهر دراسة أجراها معهد gfs.bern لسبر الآراء في عام 2014 أنه يُوجد  عند 11% ممن شاركوا في استطلاع الرأي عداءٌ نمطي للساميّة، ولدى 19% منهم سلوك، نمطيّ هو الآخر، ضد المسلمين. 
- العداء تجاه المسلمين آخذ بالإزدياد، في حين أن العداء الموجّه ضد اليهود هو نسبياً في ركود. 
- توضح دراسة نشرتها مؤسسة بيرتلسمان الألمانية في أغسطس 2017 حول المسلمين في أوروبا أن معاناة هؤلاء من التمييز في المعاملة في سويسرا أقل من النمسا وبريطانيا وفرنسا. ولذلك، في حين صرح 28% من النمساويين المشاركين في الاستطلاع أنهم لا يريدون جيراناً مسلمين، لم تتجاوز هذه النسبة لدى السويسريون 17%.
باختصار، يجب على اليهود والمسلمين محاربة الإستياء، ومع أنَّ حياة المسلمين أكثر صعوبة من حياة اليهود في سويسرا. إلا أن وضعهم فيها أقل سوءا مما هو عليه الحال في عدد من دول أوروبا الغربية الأخرى. 
يقول جوناتان كروتنر، الأمين العام للاتحاد السويسري للجاليات اليهودية: "إن الكراهية لليهود تظهر بشكل رئيسي على شبكة الإنترنت، وأيضاً على شكل رسائل ورسوم على الجدران وشتائم في الشوارع"، ثم يضيف "وفي بعض الأحيان، قد يصل الأمر إلى حد الإعتداءات الجسدية".
من جهته، يشير أوندر جونش أيضاً، من فدرالية المنظمات الإسلامية في سويسرارابط خارجي إلى أن هناك شتائم وسوء فهم واسع في التعليقات الموجودة على شبكات التواصل الإجتماعية. أما قاسم إيلي، من مجلس الشورى الإسلامي بسويسرا فيتحدّث عن شتائم في الشوارع، وبصق، وتهديدات في المدرسة وصعوبات في البحث عن عمل بسبب الحجاب. 
وبحسب اللجنة الفدرالية لمكافحة العنصرية، فإن اليهود والمسلمين هم ضحايا لأعمال عدائية شفهية أو كتابية ـ بشكل رئيسي على شبكات التواصل الاجتماعية. إضافةً إلى أن المسلمين يعانون، على عكس اليهود، من التمييز في المعاملة في سوق العمل وفي مجال السكن.
لماذا يتقبل الشعب السويسري اليهود أكثر من المسلمين؟ هنالك عدة أسباب مُحتَملة لذلك:
- يعيش السكان اليهود في سويسرا منذ عدة أجيال وتحمل غالبيتهم جواز السفر السويسري. في حين لم يبدأ المسلمون بالوصول إليها إلا في نهاية الخمسينات. وبالنظر إلى أنهم أجانب، يتعرضون لتمييز مُزدوج.
- يكمُن العامل الآخر في كون اليهود يُشكّلون أقلية صغيرة جداً، لا تتجاوز 18000 نسمة، في الوقت الذي زاد فيه عدد السكان المسلمين بشكل ملحوظ في غضون بضعة عقود، حيث ارتفع عددهم من حوالي 3000 نسمة في عام 1960 إلى ما يقارب 450000 اليوم (5,5 % من السكان).
- كما تؤثر الأحداث العالمية وتغطيتها الإعلامية تأثيراً كبيراً على الرأي العام. ويشير أوندر جونش، من فدرالية المنظمات الإسلامية في سويسرا، بأنَّ "أربعة أخماس التغطية الإعلامية لما يخص الإسلام على الأغلب سلبية. وهذا يترك آثاراً لدى السكان. والإرهاب، على وجه الخصوص، يثير الخوف والأحقاد".
مع ذلك، فإنَّ للأحداث العالمية وتغطيتها الإعلامية آثاراً أيضاً على معاداة الساميّة: فبحسب الإتحاد السويسري للجاليات اليهودية، يتأثر اليهود في سويسرا بشدة جراء الأحداث السياسية والعسكرية في إسرائيل، ويُلفت إلى أنه "خلال التصعيد الأخير في عام 2014، اجتاحت سويسرا موجة حقيقية معادية للساميّة، مع تهديدات لا حصر لها ضد اليهود المحليين".