مستقبل الوجود الإسلامي في أوروبا - د. محمود عبابنه

الإقدام على قتل العشرات وجرح المئات من المواطنين العزل والنساء والأطفال في شوارع برشلونه وفنلندا وألمانيا وروسيا بابشع الوسائل (الدهس بالمركبة)، لن ينصر أمة الإسلام ولا امة العرب، وغالبية جمهور النظارة العربي الأقل جهلا يعرف ذلك اما أصحاب الجهل المطبق فيطلقون على الهجوم البربري المخزي في اسبانيا غزوة برشلونه، يا للعار ويا لبئس هذه الغزوة.
 
بعد ان ثبت فشلنا لقرون طويلة في الصناعة والزراعة والإدارة والتنمية وفي كل نواحي العلوم ، بقينا نكابر ونعزي انفسنا وندافع ونقول.. خذوا كل ذلك فيكفينا المروءة ، والشهامة ، والشجاعة ، الا انه وحتى هذه الصفات التي ندعيها فقدناها عندما ابتدع علماؤنا في الجهاد سلاحا فتاكا جديدا لا يحتاج المهووسون بالجنة والجهاد الى استعماله الا الى شاحنة ليصدم سيدة تقرأ جريدة على جادة رميلاس في برشلونه وأطفالاً تتذوق طعم البوظة في عطلة نهاية الأسبوع ، او طالباً جزائرياً ينهل العلم في جامعة اسبانية ، أو سائحاً جاء من فرنسا او إيطاليا ليغذي ثقافته بفن وحضارة اسبانيا التي امتزجت في يوم ما مع الحضارة العربية والإسلامية المتقدمة عندما كانت قرطبه تحتضن رعايا الدولة من كافة الأديان والقوميات فاعطت خليطاً حضاريا رائعا ومتفردا.
 
من يبحث ويسعى لمشروع افناء هذه الامة لن يجد كبير عناء ، فيكفي مركز أبحاث ودراسات متوسط القدرات ، او تكية لشيوخ يعيشون خارج العصر يدعون امتلاكهم مفاتيح الجنة. ان يكتشفوا الطريق والوسيلة الى ذلك ، فالعالم العربي الذي تم اشغاله بفكرة الجهاد والتكفير والحوريات والجن الأزرق والشعوذة والمؤمن بالمطلقات يشكل تربة خصبة لاستنساخ قطيع من المتطرفين الخوارج والقرامطة الذين يدعون للجهاد في ساحات وحدائق المدن الاوروبية التي درسنا في جامعاتها ، ولجأنا اليها بالقوارب المثقوبة عندما ضاقت اوطاننا في وجودنا احياء فيها.
 
الهدف الرئيس والبعيد هو إشاعة الكراهية وتعميق ظاهرة الإسلاموفوبيا من وجود العرب والمسلمين وتحفيز حركات التطرف الاوروبية الجديدة كحركة «بيغيدا « الالمانية العنصرية وحركة «فيلدرز» الهولندية لتجاوز مسألة حقوق الانسان وحق المولد والجنسية والمطالبة بترحيل المسلمين من دول أوروبا على المدى البعيد وربما المتوسط حتى لو اقتضى الامر سحب الجنسيات مقابل مبالغ مالية او خيار العيش بجيتوهات محاصرة وإعادة عصر المورسكيون ومراقبة احيائهم بالرادار ، وتقييدهم بالاساور الالكترونية لاحتساب نبضات قلوبهم وانفاسهم اذا اصروا على عدم الرحيل ، لان الخوف من لوثة التطرف والتجنيد يكاد يشكل الانطباع العام عن المسلمين ، وبفعل فئة من المسلمين اختطفوا الدين واساءوا اليه والى مبادئه السامية والى غالبية اتباعه الساحقة التي ترفض وتدين هذه الحوادث الاجرامية.
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة