بعد عدم موافقة أسرته على شراء لعبة له على شكل سيارة، اتفق المواطن التركي يحيى غوقتاش صاحب متجر لألعاب الأطفال مع الصبي، أن يهديها له "لعبة السيارة" حال إتمامه قراءة وفهم سورة العصر في القرآن الكريم. 

لم يكن يتوقع غوقتاش أن يتحول هذا الاتفاق الودي خلال أيام قليلة إلى حملة الكترونية تنتشر في ربوع مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتشجيع الأطفال على قراءة السور القصيرة في القرآن الكريم ومعرفة معانيها باللغة التركية. 

التقت "الأناضول"، غوقتاش في بلدة مرام بولاية قونية، حيث أعرب عن بالغ سعادته لانتشار فكرته بين مواطنين بلده في مواقع التواصل الاجتماعي، وأوضح أن اتصالات ورسائل الشكر القادمة له من مختلف ربوع تركيا، تكاد لا تتوقف منذ أسبوعين. 

وعن قصته، قال غوقتاش: "شعرت بالأسى عند رؤية الصبي وهو حزين لعدم موافقة أسرته على شراء اللعبة التي اختارها، ما دفعني للحديث معه والاتفاق على منحها له حال قرائته سورة العصر وإخباري معاني أياتها". 

وأوضح أنه فعل ذلك دون أدنى تفكير، وأنه كان آملا في إعادة رسم البسمة على وجه الصبي، كما رأها لحظة دخوله دكانه. 

 

وأضاف: "لم يمر سوى يوم واحد، ووجدت الصبي على باب دكاني، وأعطيته اللعبة التي اختارها بعد تنفيذ الاتفاق الذي دار بيننا". 

والابتسامة مرسومة على وجهه، تابع: "فوجئت بصوت يأتي من طفل آخر ليقول (هل ستعطيني أنا أيضا لعبة حال قراءة وفهم سورة العصر؟) وبسعادة شديدة وعدته أن أفعل، وهكذا انطلقت الحملة دون أي إعداد سابق". 

وعند سؤاله عن توقيت انتهاء حملته، قال غوقتاش: "لن أوقف الحملة طالما واصل الأطفال مراودة دكاني". 

من جانبها، شكرت السيدة منيرة قاراقوش إحدى أمهات الأطفال المشاركين في الحملة، غوقتاش على فكرته وحرصه على توعية الأطفال بأهمية قراءة القرآن الكريم وفهم معاني أياته.

 

وتتكون سورة العصر من أيات ثلاث، لكنها تُمثل منهجا كاملا للحياة البشرية كما يرى الدين الإسلامي، وتبرز معالم الإيمان بحقيقته الكبيرة الشاملة في صورة واضحة ودقيقة. 

ويصفها كثير من علماء المسلمين بإنها "الدستور الإسلامي كله في كلمات قصار".