مرصد الأزهر يسلط الضوء على حال المسلمين فى إيطاليا

السوسنة - سلط مرصد الأزهر للغات الأجنبية، الضوء على حال المسلمين فى إيطاليا قديما وحديثا فى إطار سعيه المتواصل على رصد حال المسلمين فى كل أنحاء العالم ومعرفة مشاكلهم وتسليط الضوء عليها.

 
وقال المرصد فى تقريره، إن المسلمين دخلوا مبكرًا إلى إيطاليا، وتحديدًا في ثلاث مناطق: سردينيا عام 194هجرية، وصقلية عام 212 هجرية مع فتح إبراهيم بن الأغلب، وجنوب إيطاليا عام 221 ه، مضيفا أنه فى العصر الحديث بدأت الجالية الإسلامية بعد الحرب العالمية الثانية بالظهور في هذا البلد، ومما شجع على ذلك هو عدم وجود المعوقات القانونية والاجتماعية من بقاء المهاجرين لمدة داخل الأراضي الإيطالية، ومما ساعد أيضًا في زيادة عدد المسلمين بهذا البلد صدور قانون سمح لغير الإيطاليين بالحصول على إذن إقامة عام وذلك عام 1988 حيث تدفقت أفواج المهاجرين طلبًا للعمل في البلاد.
 
أشار إلى أنه وفقا لبعض التقديرات، ينتشر في إيطاليا عدد من المراكز الإسلامية يزيد على 700 مركزًا، ويأتي على رأس هذه الهيئات الإسلامية "اتحادُ الجاليات الإسلامية في إيطاليا"، والذي يتبع له ما يقارب من 150 مركزًا إسلاميًا، ومقره الرئيسي مدينة روما، يليه الرابطة الإسلامية في إيطاليا، وهي مؤسسة وطنية معنية بالجانب التربوي ومقرها ميلانو، والمعهد الثقافي الإسلامي ومقره ميلانو، والمركز الإسلامي بروما تحت إشراف رابطة العالم الإسلام.
 
وأوضح المرصد أن المسلمين يواجهون عددًا من المعوقات التي توقعهم في بوتقة الفصل بين كونهم مواطنين إيطاليين – أو يقطنون إيطاليا ويحترمون تقاليدها وقوانينها – وبين هويتهم المسلمة، ويأتي على رأس هذه المعوقات: عدم اعتراف الدستور الإيطالي الرسمي بالدين الإسلامي، مشيرة إلى ما لا يقل عن 1.4 مليون مسلم يعيشون في إيطاليا، مما يجعل الإسلام ثاني أكبر ديانة بها، إلا أنها لا تعترف إلا بالمسيحية واليهودية، فالإسلام ليس مُعترفًا به رسميًا في إيطاليا، وهو ما يعني أن المساجد لا يمكنها تلقي الأموال من الدولة، كما أن عقود الزواج الإسلامية ليس لها قيمة من الناحية القانونية، وليس للعاملين المسلمين الحق في أخذ إجازة في أعيادهم الدينية.
 
وأشار المرصد إلى أن وزارة الداخلية الإيطالية تسعى لوضع "ميثاق قومي نحو إسلامٍ إيطالي"، مع أكبر 9 منظمات إسلامية في إيطاليا، كخطوةٍ أولى نحو تطبيع الإسلام في إيطاليا، مما يتطلب إنشاء سجل بأسماء الأئمة التابعين لها، وإلزامهم بإلقاء الخطب باللغة الإيطالية (حيث إنه من غير المنطقي أن يعيش السكان المسلمون المحليون تحت هذه القيود اللغوية) وفي مقابل ذلك، يصبح من الممكن الاعتراف الرسمي بالإسلام في إيطاليا.
 
يذكر أن الاعتراف الرسمي بالإسلام في إيطاليا ليس هو العائق الأكبر أمام مسلميها، بل إن القبول الاجتماعي للمسلمين يمثل حجر الزاوية في قضية المسلمين بإيطاليا فهناك دراسات ميدانية تقول إن الإسلام لا يتمتع بشعبيةٍ واسعةٍ في إيطاليا، ووفقًا لاستطلاع رأي حديث قام به مركز "بيو" للدراسات، فإنَّ 69% من الإيطاليين لديهم آراء سلبية عن المسلمين، وهي النسبة الأعلى بين دول الاتحاد الأوروبي التي شملها الاستطلاع.