باحثة إسلامية: قصة السيدة مريم في القرآن تحمل رسائل من الله لعباده

السوسنة -  تحدثت الباحثة الإسلامية سميرة عبد المنعم عن محاسن ومكارم السيدة مريم عليها السلام.

فوفقًا لما ذكره الله تعالى في صدر سورة مريم قصة زكريا عليه السلام وأنه أوجد منه فى حال كبره و عقم زوجته ولدًا، عطف بذكر قصة مريم فى إيجاده ولدها من غير أب، فإن بين القصتين مشابهة فى المعنى لذلك قرن بينهما في أكثر من موضع فى القرآن الكريم ليدل عباده على قدرته.
 
و كانت فى كفالة زوج أختها زكريا عليه السلام نبى بنى إسرائيل، و رأى لها من الكرامات ما بهره (كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقًا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) فأنتبه سيدنا زكريا إلى أن الله إذا أراد شيئًا يقول له كن بدون أسباب فدعى الله أن يرزقه الولد.
 
قال تعالى (واذكر في الكتاب مريم) وهى بنت عمران من سلالة داود عليه السلام، و قوله تعالى  (انتبذت من أهلها مكانا شرقيا)، أى لما أراد الله تعالى وله الحكمه،أن يوجد منها عبده و رسوله عيسى عليه السلام أحد الرسل أولى العزم الخمسة، اعتزلتهم و ذهبت إلى شرق المسجد المقدس، وقال السدى لحيض أصابها، لأنها كانت تخدم مسجد البيت المقدس.
 
عن ابن عباس قال إن أهل الكتاب كتب عليهم الصلاة و الحج إلى بيت الله الحرام وما صرفهم عنه إلا قيل ربك (انتبذت من أهلها مكانا شرقيا).
 
و قوله تعالى (فأرسلنا إليها روحنا) يعنى جبريل عليه السلام، و قوله تعالى (قالت إنى أعوذ بالرحمن منك) لما تبد لها الملك فى صوره بشر و هى فى مكان منفرد خافته وظنت أنه يريدها عن نفسها فذكرته بالله وهذا هو المشروع فى الدفع أن يكون بالاسهل فالاسهل. 
 
فأجابها الملك (إنما أنا رسول ربك) مزيل لما حصل عندها من الخوف على نفسها، ويقال إنها لما ذكرت الرحمن انتفض و عاد إلى هيئته.
 
و قوله (قالت أنى يكون لى غلام)تعجب من قول الملك (لأهب لك غلاما زكيا) أى على أى صفة يوجد الغلام منى?، فأجابها الملك (كذلك قال ربك هو على هين) أى أنه على ما يشاء قادر، و لهذا قال (ولنجعله آية للناس) أى دلالة للناس على قدرة خالقهم الذى نوع من خلقهم، فخلق آدم من غير ذكر و لا أنثى و خلق حواء من ذكر و خلق بقية الذرية من ذكر و أنثى و عيسى من أنثى فتمت القسمة الرباعية الدالة على كمال قدرته.
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة