مولد الهدى - الدكتور عبدالله أحمد بطاح

نستذكر في هذه الأيام ذكرى مولد نبينا محمد وكلنا يفتخر  بسيرته النبيلة هذا النبي الأمي الذي أبهر العالم بخلقه وصفاته الرائعة. فقد قال الشاعر:"من أين أبدأ في مديح محمد؟...لا الشعر ينصفه ولا الأقلام".
 
  الجزيرة العربية كانت تعيش حالة من التخبط، وتنتشر فيها عبادة الأصنام، والأوثان، والزنا، وشرب الخمر، والتعصب القبلي الشديد، فقد كان العرب يغزو بعضهم بعضا، ويقتل بعضهم بعضا لأسباب تافهة فالحروب قد تطول بينهم لسنوات طويلة، فتسبى النساء وترمل، وييتم الأطفال( وهذه حرب البسوس خير دليل على ذلك).
 
 وعندما ولد الرسول-صلى الله عليه وسلم- ولدت الأمة. فالرسول -صلى الله عليه وسلم- منذ صغره كان مختلفًا عن الناس بصفاته، وأخلاقه المستمدة من القرآن الكريم فمن صفاته: التواضع، والأمانة، والوفاء، والعدل، والكرم، والزهد... .
 
فقد قيل فيه:" هو سيد الأخلاق دون منافس...هو ملهم هو قائد مقدام".
 
لقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبينا محمد لهداية الناس أجمعين، وبعثه رسولًا خاتمًا لكل الرسالات السماوية السابقة وقد بدأ الإسلام بالانتشار سرًا؛ خوفًا من قريش فقد كان الإسلام في ذلك الوقت يتعرض لهجمات شرسة والرسول -صلى الله عليه وسلم-  تعرض للكثير من الاعتداءات، والإهانات، وعرض عليه المال والجاه، والكثير من المغريات الدنيوية إلا أنه أصر على موقفه ونشر الدين الإسلامي في جميع أنحاء العالم. لعمري إنها سيرة حافلة بالإنجازات، فإن اتبعناها فإننا لن نضل أبدا ولكننا يا إخوتي إن تأملنا حالنا في هذه الأيام فالحال محزن والوضع مخجل فديننا أضعناه وعروبتنا هجرناها وتاريخنا الزاخر بالمحافل فقدناه وتمسكنا بأفكار الغرب فتغير حالنا من عزّ إلى ذلّ ومهانة فاصبحنا أمة هشة لا حول لنا ولا قوة. عودوا  لدينكم وتاريخكم وأمجادكم فالله لا يقبل لأمة الإسلام المَذَّلة، وإن غدًا لناظره لقريب.