انتخاب رئيس أمريكا الجديد سيستخدمه الجهاديين وسيلة تجنيد قوية

السوسنة - يعتبر الكاتب تايلور لاك، في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، أن «انتخاب ترامب يعني تغييراً في الاستراتيجية تجاه الجهاديين، الذين سيستخدمون انتخابه وسيلة قوية للتجنيد ويدفعون بمزاعمهم من أن الغرب والإسلام يسيران نحو المواجهة الحضارية». 

 

ويعلق أن «الجهاديين استخدموا ولعقود طويلة أفعال الولايات المتحدة لدعم مزاعمهم من أن الغرب لديه أجندة معادية للإسلام. ومن هنا فإن تغريدة واحدة من الرئيس المقبل، قد تكون أداة قوية للتجنيد، تماما كما فعلت حرب العراق». ونقلت شبكة «سي أن أن»، عن أبو عمر، وهو أحد الناشطين، في جبهة «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، قوله: «ركزنا، ولسنوات طويلة على احتلال فلسطين، والتحالف الأمريكي المخادع مع إيران والأسد لذبح السنة في سوريا، وعلى حربي العراق وافغانستان كدليل على أمريكا والأمريكيين يشنون حرباً ضد الإسلام، أما الآن فكل ما نحتاجه هو البحث عن تغريدات ترامب على التويتر أو مراقبة سي أن أن».
 
وستقوم «القاعدة» وربما تنظيم «الدولة الإسلامية» بمحاولة إقناع المسلمين الذين يعيشون في الغرب، بأنه غير مرغوب بهم، وأن الجهاديين هم حماتهم. وقد يعمل التنظيمان على دق إسفين بين الحكومات الموالية لأمريكا في المنطقة، مصر والأردن والمغرب، والمواطنين في هذه الدول. 
 
ويرى المحلل وليم ماكانتس، من معهد بروكيغنز «سترى تصريحات جديدة من مسؤولي الإدارة البارزين، حيث وجد الجهاديون في الماضي صعوبة في تقوية دعايتهم بناء على هذه التصريحات».
 
وستلعب في يد الجهاديين الذين يقدمون رواية مفادها أن الغرب على عداء كامل مع الإسلام وليس الجماعات الإرهابية. ووجد الجهاديون، مثل أبو عمر، في تصريحات مستشاري ترامب منجماً للاعتماد عليه. وأشاروا إلى تصريحات الرئيس المنتخب بعد هجمات باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر، والتي قال فيها: «أريد رقابة على المساجد، وقد نجح هذا».
 
وبعد يوم من هذا التصريح، قال إنه «يريد تطبيق نظام تسجيل المسلمين القادمين للولايات المتحدة». وفي مقابلة مع «سي أن أن» في آذار/ مارس، قال «أعتقد أن الإسلام يكرهنا». 
 
كذلك، دعا المتحدث باسم المؤسسة المؤيدة لترامب، إلى «التحرك السياسي من أجل أمريكا عظيمة»، موضحاً أن «احتجاز الأمريكيين من أصل ياباني أثناء الحرب العالمية الثانية كان سابقة يمكن الاعتماد عليها لتسجيل المسلمين». 
 
 
بدوره، وصف الجنرال مايكل فلين، المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي، الإسلام بـ»السرطان الذي يجب اقتلاعه». وجرى التركيز على فلين وكتابه «حقل القتال: كيف يمكننا الانتصار بالحرب الدولية ضد التشدد الإسلامي وحلفائه». وتحدث فيه عن صدام حضارات وحرب ضد التشدد الإسلامي، موضحاً: «نحن في حرب عالمية ضد جماعة قيامية جماهيرية من الناس الأشرار يستلهمون أفكارهم بمعظمهم من دين شمولي: التشدد الإسلامي». وأضاف: «لا تتعامل مع الإسلام كدين ولكن كأيديولوجية سياسية تتلبس لبوس الدين». 
 
ومن خلال وصفه الإسلام بـ «دين شمولي»، فلين يشترك مع تنظيم «الدولة» في الرؤية، إذ إن «معظم المتطرفين يعتقدون بهذا، والغالبية المسلمة لا تؤمن به»، حسبما يقول أتش إي هيللر، الباحث البارز في المجلس الأطلنطي، معتبراً أن «هذا الفهم سيضعف قدرة أمريكا على مكافحة الإرهاب».
 
ملاحقة المقرصنين
 
ومع ذلك، لا بد من النظر إلى بعد آخر، وهي قدرة الجهاديين أنفسهم على شن حرب دعائية، فكما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» فأمريكا تقوم بملاحقة خبراء مواقع التواصل الاجتماعي لدى التنظيم. وأشارت لمقتل جنيد حسين، خبير الإنترنت والمقرصن المعروف لدى التنظيم. حسين مات نتيجة لغارة جوية أمريكية في صيف 2015. ظل الأمريكيون يراقبونه لعدة أسابيع حيث جاءت الفرصة عندما غادر مقهى للإنترنت في مدينة الرقة.
 
وحسين (21 عاماً) من مدينة برمنغهام وكان قائداً لمجموعة من خبراء الكمبيوتر والذين وسعوا من دعاية التنظيم. وحسب الصحيفة، «تمت ملاحقة المجموعة، التي أطلق عليها اسم الفيلق، واحداً بعد الأخر». الحملة المنسقة ضد «الفيلق» أدت إلى التقليل من قدرة الجهاديين على إلهام أنصار لهم لشن هجمات على الغرب والولايات المتحدة، التي اعتقل فيها 100 شخص في قضايا تتعلق بالجماعة الإرهابية. وقد ارتبط عدد من الاعتقالات بعلاقة مباشرة مع «الفيلق». 
 
وحسب أندرو ماكبي، نائب مدير «أف بي أي» فقد تم التعرف على أشخاص ومراقبتهم نظراً لعلاقتهم بحسين ورياض خان، وهو بريطاني من الخلية. وربط اسم حسين بالقرصنة على ملفات الجيش الأمريكي وتسريب أسماء 1.300 جندي وموظف عسكري ووضعها على الإنترنت. ولعب حسين دوراً في التجنيد. فبناء على أوراق محكمة ، فقد اتصل مع أربعة أشخاص في أربع ولايات أمريكية حثهم على تنفيذ هجمات ونشر رسالة الإسلام في أمريكا.
 
وأحبط «إف بي آي» مؤامرة أخرى، عندما أمر حسين طالباً جامعياً في اوهايو، اسمه منير عبدالقادر، لاختطاف عسكري وتسجيل عملية قتله على الفيديو. وتم اعتقال عبدالقادر، وهو إرتيري الأصل، واعترف بتورطه وحوكم في تموز/ يوليو من هذا العام. وفي العام الماضي اعتقل «إف بي آي» شاباً من نورث كارولينا اسمه جاستن نولان سوليفان، 19 عاماً ناقش مع حسين إصدار فيديو دعائي. ووصف مسؤول في «إف بي آي» ربيع وصيف عام 2015 بـ «الكابوس» حيث زادت النشاطات الإرهابية. 
 
وكشف تقرير أن نيل بركاش، الذي يعد من أهم المقاتلين الأستراليين الذين جندوا في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» اعتقل في دولة في الشرق الأوسط، وذلك بعد ستة أشهر من إعلان السلطات الأسترالية عن مقتله. وقالت الصحيفة إن بركاش ربما نجا من غارة أمريكية ومعتقل الآن في دولة شرق أوسطية لم تسمها. وكان بركاش أحد المقاتلين البارزين في التنظيم وحاول تجنيد أعداد من الاستراليتين وإغراءهم للسفر إلى مناطق تنظيم «الدولة» في العراق وسوريا. 
 
وسبق للنائب العام الأسترالي جورج برنديس، أن أعلن، مقتل بركاش بغارة جوية على الموصل. وأوضح إن مقتله «يعرقل ويضعف قدرة تنظيم الدولة على تجنيد الناس الضعاف في مجتمعنا للقيام بأعمال لصالح تنظيم الدولة». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول أمريكي قوله إن «دولة شرق أوسطية قامت باعتقال بركاش، الذي كان قد وصل إلى سوريا عام 2013 وأصبح وجه تنظيم «الدولة» في عدد من الفيديوهات.القدس العربي