الأفتاء: الرسول نهى عن التعجل بتقطيع الذبيحة قبل خروج نفسها

السوسنة - يشير الحكم الشرعي عند التعامل مع الذبائح انه يحل أكلها عند قطع الحلقوم والمريء، بشكل صحيح توافي الشروط الأسلامية في التعامل مع الذبائح.
 
ونهى الأسلام عن أكل الذبيحة في حال مات الحيوان أو لم تبق له حياة مستقرة قبل قطع الحلقوم والمريء هذا هو المذهب الصحيح المنصوص عليها.
 
ووضع الأسلام شروط للتعمل مع الذبيحة في الحكم الشرعي، عند السيطرة عليه قبل الذبح.وتاليانص التوضح من قبل دائرة الأفتاء العام.
 
 
السؤال : 
أرجو بيان الحكم الشرعي للتعامل مع الحيوان عند السيطرة عليه قبل الذبح باستخدام سكين غير حادة، وذبح الحيوانات أمام بعضها؟
 
 
الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله 
 
الذبيحة التي يحل أكلها في الشريعة الإسلامية هي الذبيحة المذكاة؛ لقول الله تعالى: (إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ) المائدة/ 3، والتذكية الشرعية هي قطع الحلقوم والمريء، ولو مات الحيوان أو لم تبق له حياة مستقرة قبل قطعهما فهو ميتة لا يحل أكله، كما جاء في [المجموع]: "يشترط لحصول الذكاة قطع الحلقوم والمريء، هذا هو المذهب الصحيح المنصوص... قال أصحابنا: ولو ترك من الحلقوم والمريء شيئاً ومات الحيوان فهو ميتة، وكذا لو انتهى إلى حركة المذبوح فقطع بعد ذلك المتروك فهو ميتة" [المجموع للنووي 9/86] .
 
ولا يجوز تعذيب الحيوان أو إيذاؤه بأي طريقة مهما كانت، سواء عند الذبح أو قبله أو بعده قبل خروج النفس منه؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن اللهَ كتبَ الإحسانَ على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليُحدَّ أحدكم شفرته، وليُرح ذبيحته) رواه مسلم.
 
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ما يفعله بعض الجزارين من إيلام للحيوان أو تعذيب له، بجره من أذنه، أو ذبحه بسكين غير حادة، أو التعجل بتقطيع الذبيحة قبل خروج نفسها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل، وهو يجرّ شاة بأذنها، فقال: (دع أذنها، وخذ بسالفتها) رواه ابن ماجه. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحدّ الشفار، وأن توارى عن البهائم، وقال: (إذا ذبح أحدكم، فليجهز) رواه ابن ماجه. وجاء في سنن الدارقطني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أحد الصحابة على جمل أورق يصيح في فجاج منى: (أَلا إِنَّ الذَّكَاةَ فِي الْحَلْقِ وَاللَّبَّةِ, أَلا وَلا تَعْجَلُوا الأَنْفُسَ أَنْ تَزْهَقَ). سنن الدارقطني.
 
وهذه الأحاديث فيها نهي مخصوص عن صور معينة من صور الإيذاء، لكن مضمونها ينطبق على جميع صور التعذيب والإيلام، مهما اختلفت باختلاف الزمان والمكان، كالتسبب للذبيحة بكدمات عن طريق قطع وتر العرقوب، أو الضغط المؤلم على الأنف، أو خنقه، أو إطلاق النار عليه لإضعافه والسيطرة عليه، أو إيلامه بالدوس عليه، أو إلقائه.
 
وننبه إلى أن بعض صور تعذيب الحيوان قد يخرج به عن الشروط المجزئة لذبحه أضحية أو عقيقة، كموته بسبب الخنق أو الرمي من مكان عالٍ، أو قتله بإطلاق النار، أو قطع عضو يمنع صحة الأضحية، كقطع الأذن.
 
وننصح الجزارين بأن يتقوا الله تعالى، وأن يتلطفوا بالمواشي قبل ذبحها، ليسيطروا عليها دون إيلام بقدر الاستطاعة، وأن يكون السكين حاداً ليقطع بالسرعة الممكنة. والله تعالى أعلم.
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة