الإبراهيمي يقول إن هناك مشكلة في فهم الإسلام

السوسنة -  قال وزير الخارجية الجزائري الأسبق والمبعوث الأممي إلى بؤر نزاع متعددة، الأخضر الإبراهيمي، إن هناك مشكلا حقيقيا في فهم الإسلام، وأن هناك خلطا بين هذا الدين السمح وبين الإرهاب الذي يرتكب باسمه، وأن هذا الواقع يغذي الإسلاموفوبيا في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
 
وأضاف في محاضرة ألقاها في جامعة الأغواط، الخميس، أن تنامي الإرهاب في مناطق من العالم، وخاصة في أوروبا زاد في تنامي الإسلاموفوبيا، خاصة وأن هناك من استغل تلك الاعتداءات الإرهابية للخلط بين الإسلام والإرهاب، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، قال في كتابة إنه ليست له مشكلة مع الأديان، ولكن له مشكل مع دين واحد هو الإسلام، موضحا أنه رد عليه بالقول إنه إذا كان يقصد الإرهاب، فإنه ( أي الإبراهيمي) مستعد لمواجهته معه، أما إذا كان يقصد الإسلام كدين، فإن عليه مواجهة مليار ونصف مليار مسلم. واعتبر أن هناك مشكلا حقيقيا في فهم الإسلام، لأن المسلمين يقتلون بعضهم في سوريا أو اليمن، وبصرف النظر عن الأسباب والخلفيات والدوافع، مذكرا بتجربة الجزائر المريرة مع الإرهاب والتطرف خلال تسعينيات القرن الماضي، وأن المسؤولية غالبا تتحملها المدرسة التي ليست قادرة على تخريج شباب قادرين على الصمود في وجه محاولات استقطابهم نحو التطرف والغلو، وهم عرضة للاستغلال بسهولة. وأبدى الإبراهيمي تشاؤمه بشأن الأزمة في سوريا، مشيرا إلى أن اتفاق الهدنة الذي وقعه كيري ولافروف أحيا الأمل في توقف الحرب، وتمكين السوريين من توقف القصف، لكن الأمر لم يدم طويلا، وعادت الصدامات، موضحا أنه التقى كوفي عنان الأمين العام الأممي السابق وكذا الرئيس السابق لفنلندا وتحدث معهما حول ضرورة البحث معا عن حل للأزمة السورية. ولم يشأ الأخضر الإبراهيمي الذي تربطه علاقات جيدة مع السلطة الحالية الخوض في الشأن الجزائري، مؤكدا أنه حتى وإن كانت هناك بعض الإنجازات في بعض المجالات، فإن المسافة مازالت طويلة للحاق بركب الدول المتقدمة.
 
وكان الإبراهيمي فاز بجائزة الأمير عبد القادر للسلم التي تم تسليم الطبعة الأولى منها الأربعاء في مدينة مستغانم ( 350 كيلومترا غرب العاصمة) التي منحت أيضا للدبلوماسي الإسباني فريدريكو مايور الرئيس السابق لليونسكو، والكندي رايموند كرتيان. وقد أشرف على الحفل وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، كما تم تكريم الدبلوماسي والحقوقي إدريس الجزائري حفيد الأمير عبد القادر، الذي هاجم أولئك الذين أخذوا الدين الإسلامي رهينة، في حين أن القرآن والإسلام يكرسان قيم التسامح والسلام والتعايش بين الأديان، مشددا على أن الإسلام بريء من التطرف والإرهاب، وستمنح هذه الجائزة الدولية سنويا للشخصيات التي ساهمت في إرساء قيم السلم في العالم، اقتداء بسيرة الأمير عبد القادر الذي كان رجل مقاومة وكان رجل سلام أيضا.




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة