وأكد الدكتور الخرابشة في كلمته حرص جامعة اليرموك ممثلة بكلية الشريعة على تأصيل علاقة المسلم بالعلم والمعرفة وقيامها بنشر العلم للتصدي للأفكار الغريبة والناشزة التي تفتك بمجتمعاتنا, لافتا إلى أن السنة النبوية الشريفة الصحيحة هي مصدر التلقي للمسلمين, ذلك لأن النبي عليه السلام لا يقول إلا الحق المستبين, لأن دين الإسلام هو خاتم رسالات المرسلين, والسنة هي بيان للقرآن الكريم, فكان لابد من حفظ السنة كما حُفظ القرآن الكريم.

 

وأشار إلى أن علماء الأمة نهضوا لحفظ هذا العلم وكان على رأسهم سيد المحدثين وأمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري رحمه الله, حيث برز منهجه عن مناهج المجتهدين, وألف كتابه المعروف بصحيح البخاري, موضحا أنه تبين بعد الدراسات المستفيضة حول هذا الكتاب والنقد المنهجي العلمي له من علماء النقد المتمكنين أن كل ما فيه صحيح فما أخرجه صحيحه هو صحيح بيقين.

 

وأكد على ضرورة توثيق المسلمين صلتهم بهذا الكتاب وأن يستنبطوا ما يصلحهم ويرشدهم إلى الخير في أمور الدنيا والآخرة, مثمنا دور جمعية الحديث الشريف وإحياء التراث بقيامهما بهذا العمل الجليل النافع من خلال تنظيمها لهذا الملتقى العلمي الذي يهدف إلى تأكيد وتوثيق العلاقة بين المسلمين ومصدر التلقي عندهم وهي السنة النبوية والقرآن الكريم.

الدكتور عبدالكريم وريكات رئيس الجمعية ألقى كلمة أشار فيها إلى أن علماء الحديث وعلى رأسهم الإمام البخاري بذلوا جهودا عظيمة في حفظ حديث الرسول عليه السلام دلك لأن لا قوام للدين إلا بالسنة النبوية الشريفة, فعمل هؤلاء الجهابذة على حفظ السنة النبوية الشريفة من غير زيادة أو نقصان.

وبيّن أن جمعية الحديث الشريف هي جمعية علمية ثقافية مستقلة تهدف إلى تحقيق رسالتها المتمثلة في الدفاع عن المصطفى صلى الله عليه وسلم, وخدمة الحديث الشريف وعلومه, ونشر السنة المطهرة وفق منهجية علمية رصينة, شاكرا جامعة اليرموك على تعاونها المثمر والبنّاء والتي قدمت كافة الإمكانات المتاحة في سبيل إنجاح هذا الملتقى العلمي.

الدكتور خالد الشرمان منسق الندوات والملتقيات في الكلية ألقى كلمة أشار فيها إلى أننا ومن خلال هذا الملتقى نسعى إلى تعميق الفهم وتوحيده تجاه القضايا الحديثية الكبرى, وتعميق التواصل بين الباحثين والمختصين في مجال الحديث الشريف لتبادل الآراء ووجهات النظر في مسائل الاجتهاد الحديثية, بالإضافة إلى دفع الشبهات عن السنة النبوية الشريفة وأعلامها.

 

وتضمن برنامج الملتقى عقد جلستي عمل الأولى بعنوان "شرط الحديث الصحيح عند البخاري بين النظرية والتطبيق" ترأسها الدكتور محمد طوالبة من اليرموك, وتحدث فيها كل من الدكتور عبدالسلام أبو سمحة من الندوة الدولية للحديث الشريف في دبي, والدكتور عبدالرزاق ابو البصل من جامعة أم القرى, والدكتور فواز القثامي من جامعة الطائف, وعقب عليها كل من الدكتور أحمد المناعي من جامعة البلقاء التطبيقية, والدكتور محمد الزعبي من جامعة آل البيت, والدكتور أنس المصري من جمعية الحديث الشريف.

 

أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان "المعالم المنهجية في انتقاء الأحاديث عند البخاري" ترأسها الدكتور عبدالناصر أبو البصل من اليرموك, وتحدث فيها كل من الدكتور ياسر الشمالي من جامعة الكويت, والدكتور سلطان العكايلة من الجامعة الأردنية, والدكتور عبدالسلام أبو سمحة من الندوة الدولية للحديث الشريف في دبي, وعقب عليها كل من الدكتور سعيد البواعنة من اليرموك, والدكتورة شفاء الفقيه من جمعية الحديث الشريف, والدكتور حافظ القليب من ليبيا.