قيمة استفتاح الدعاء بحمد الله

السوسنة - قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا صلى أحدكم، فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه" رواه الترمذي، وفي هذا السياق قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالمحسن بن محمد القاسم -في خطبة الجمعة-: "مجالس الذكر التي فيها حمد الله تحضرها الملائكة، فيخبرون الله أنهم يسبحونه ويكبرونه ويهللونه ويحمدونه ويسألونه فيغفر لهم، متفق عليه، واستفتاح الدعاء بالحمد حريٌّ بالإجابة".

والحمد ملازم للعبد في عباداته، وفي كل أحواله، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاماً قال: "الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه" رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها" رواه مسلم.

الحمد لله ذكر عظيم يحبه الله، وهو أحق ما قاله العبد من الكلام وملازم له في يومه وليلته، فقال الله سبحانه وتعالى: "هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لجويرية رضي الله عنها: "لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه وزنة عرشه، ومداد كلماته" رواه مسلم.

وأشار القاسم إلى أن الحمد والتسبيح خفيف على اللسان ثقيل في الميزان، قال صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" متفق عليه، فالحمد قرين التسبيح وتابع له، فالتسبيح تنزيه الله عن النقائص، والحمد إثبات الكمال والجمال له على الإجمال والتفصيل، وكل منهما مستلزم للآخر، وإذا ذكر أحدهما مفرداً شمل معنى الآخر وتضمَّنه.