ما حكم الاعتماد على تطبيقات تحديد مواقيت الصلاة؟

السوسنة - في ظل توفر بعض التطبيقات الخاصة بحساب مواقيت الصلاة حديثا، ورد إلى موقع دائرة الإفتاء الأردنية تساؤل من شخص يقول إنه "لاحظ وجود فارق بين هذه التطبيقات وبين المواقيت المعمول بها في البلاد الإسلامية"، فما الحكم الشرعي للعمل بهذه التطبيقات؟
 
فكانت إجابة دائرة الإفتاء بالتفصل كما يلي:
 
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله 
تحديد مواقيت الصلاة الصادرة عن الجهات الرسمية في البلاد الإسلامية تمّت من خلال معاينة واستطلاع لجان متخصصة انتشرت في أماكن معينة، وراقبت مواقيت الصلاة على مدار العام، مع الاستعانة بالحسابات الفلكية، وفي حال وقع فارق بين هذه المواقيت وبين مواقيت بعض التطبيقات الخاصة بالصلاة الإلكترونية، فالمسلم يأخذ بالمواقيت الصادرة عن الجهات الرسمية، وتبرأ ذمته بذلك، وصلاته صحيحة بإذن الله تعالى؛ لأن الجاهل بأوقات الصلاة ودلائلها، يجب عليه أن يقلّد العالم المعتمد على دليل محسوس متى تمكّن من ذلك، أو المجتهد المعتمد على الأدلة الظنية.
جاء في [بشرى الكريم/ ص178]: "ومن جهل الوقت لنحو غيمٍ ولم يمكنه معرفته أخذ وجوباً بخبر ثقة ولو عدل رواية يخبر عن علم، كمشاهدة، وسماع مؤذن ثقة عارف بالمواقيت، أذّن في صحو ولم يعلم أن أذانه عن اجتهاد، فأذانه حينئذٍ من الإخبار عن علم، سواء سمعه بنفسه، أم أخبره به ثقة، فإن أمكنه معرفة الوقت تخير بين الأخذ بخبر الثقة، وتحصيل العلم به بنحو خروجه لنحو شمس، لكن يمتنع الاجتهاد مع الأول دون الثاني؛ لأن فيه مشقة عليه في الجملة، وأما غير الثقة فلا يؤخذ بخبره، وإن وقع في القلب صدفة؛ لأن الشارع ألغاه مطلقاً فيما يدخله الاجتهاد؛ لأن الاجتهاد أقوى منه، وكذا خبر ثقة عن اجتهاد، فلا يأخذ به إلا أعمى بصر أو بصيرة؛ إذ المجتهد لا يقلد، فإن فقد المخبر عن علم أخذ إما بأذان مؤذنين كثروا يوم الغيم -بحيث يغلب على الظنّ إصابتهم-، أو بأذان ثقة عارف بالمواقيت في يومه ولم يكن أذان من ذكر عن اجتهاد".
وأما بالنسبة للتطبيقات المعاصرة التي تحسب مواقيت الصلاة؛ فإنها قائمة على حسابات دقيقة متصلة بمعادلات رياضية مبنية على حسابات فلكية، وهي تأخذ في الاعتبار عدة عوامل لحساب وقت الصلاة، منها: موقع الشخص بالضبط، ومدى ارتفاعه عن سطح الأرض، وعوامل الحرارة والرطوبة ودرجة انكسار الشمس وغيرها من العوامل، وهذه العوامل تؤثر على دقة المواقيت، وقد توجد بعض الاختلافات بين هذه التطبيقات وبين الأذان المعمول به في البلاد، تبعاً للأخذ بكل هذه العوامل أو بعضها.
وعليه؛ فالمعتمد عليه هو أذان البلد، خاصة فيما يتعلق ببداية الصوم ونهايته، فذلك أدعى لوحدة الأمة وعدم وقوع الاضطراب في عبادات الناس وتشكيكهم في أمور دينهم، أما إذا كان المسلم في أماكن بعيدة ليس فيها مساجد قريبة يمكن أن يسمع فيها الأذان، فلا مانع حينها من الاعتماد على هذه التطبيقات. والله تعالى أعلم.
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة