هل الاكتئاب دليل ضعف إيمان؟

السوسنة - تقول إحدى الفتيات: "أبلغ من العمر 24 عاما، ومنذ عدة سنوات بدأت أشتكي من أعراض مرضية؛ كالخوف الشديد من الموت".
وأضافت، "ذهبت لأخصائية نفسية بسبب بعض الظروف التي مررت بها، وشخّصت الحالة بأنها اكتئاب ذهاني، وجزء من العلاج بالأدوية التي تؤدي لنوبات صرع مستقبلًا، وخلال أخذ العلاج أكون كالجثة الهامدة لا أشعر بشيء؛ لذلك تركته".
وتساءلت الفتاة: "هل الاكتئاب يدل على ضعف الإيمان، أم هو مرض العصر ووهم؟ فأنا أحبّ الله، وأعلم أن الغيب بيده، ورحمته وسعت كل شيء، ولكني أخشى من إسرافي في ذنوبي بسبب النفس السيئة، والبيئة، فهل هنالك طريقة أدرك فيها أنني على المسار الصحيح الذي يرضى به الله عليَّ قبل فوات الأوان؟
 
فجاءت الإجابة من مشرفي موقع إسلام ويب، وهذا نصها:
 
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد، ليس هذا المرض دليلًا على ضعف الإيمان، بل هو ابتلاء من الله تعالى، قدَّره عليك لحكمته البالغة.
وعليك أن تتلقي هذا الابتلاء بالصبر، والتسليم، ولك أجر الصابرين، إن أعطيتِ هذه المنزلة حقَّها، وأنعِمْ به من أجر، قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}، وفي الحديث عن أبي هريرة، وأبي سعيد -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يُصِيبُ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ، وَلَا حُزْنٍ، وَلَا غَمٍّ، وَلَا أَذًى، حَتَّى الشَّوْكَةَ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ. متفق عليه.
والنصوص في هذا المعنى كثيرة، فهوِّني عليك، واستمسكي بحبل الله تعالى، واجتهدي في طاعته، وعليك أن تسعي في العلاج؛ امتثالًا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي، واشغلي نفسك بما ينفعك في دِينك، ودنياك، وقاومي هذا المرض بقوة الإرادة، وصلابة العزيمة، وتخيّري من الأصحاب الصالحين من يخفّف عنك، ويعينك على طاعة الله تعالى.
وطريق معرفة كونك على المسار الصحيح هي أن تتمسكي بفعل الفرائض، وتكثري من النوافل، وتتعلمي العلم الشرعي؛ لتعلمي ما أباحه الله فتأتيه، وما نهى عنه فتَذَريه، والزمي الذكر والدعاء؛ فإن الذكر من أعظم الأدوية التي تطيب بها النفس، وينشرح بها الصدر، والله أعلم.
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة