فيلم يغضب مسلمي نيوزلندا ورئيسة الوزراء تتبرأ منه

السوسنة - منذ إعلان صحف أمريكية عن التخطيط لفيلم بعنوان (هم نحن They Are Us)، واجه الفيلم انتقادات شديدة، لتجاهله الضحايا المسلمين في الهجوم الذي نفذه مسلح متطرف على مسجدين بمدينة كرايستشيرش النيوزيلندية في آذار 2019، وأسفر عن مقتل 51 مصليا.
 
وبحسب موقع هوليود ريبورتر، الذي كان أول من أعلن عن الفيلم، فإن أحداث الفيلم تدور في الأسبوع الذي تلا الهجمات الإرهابية، ويركز على قدرة رئيسة وزراء نيوزيلندا "جاسيندا أرديرن" على التعامل مع الحادثة، ووصف الفيلم بأنه "قصة ملهمة عن استجابة القائدة الشابة للأحداث المأساوية".
 
وقوبل الفيلم بسيل من الانتقادات والاتهامات، ولم تمر خطط إنتاجه مرور الكرام على المجتمع المسلم في نيوزيلندا، الذي لا يزال يبكي ضحاياه، ، بسبب تركيزه على تعامل أرديرن مع الحادث، وتجاهل الضحايا الحقيقيين للهجوم المروع.
 
المسؤولون ينأون بأنفسهم
ومن جانبها، سارعت رئيسة الوزراء أرديرن إلى إبعاد نفسها عن الفيلم، وأكدت أنها لم تشارك هي أو الحكومة "بأي شكل في الإنتاج"، مما دفع منتجة الفيلم إلى الاستقالة.
 
وأكدت بعد يوم من الإعلان أنها "لم تشارك هي أو الحكومة بأي شكل في الإنتاج"، وانضمت أرديرن إلى نقاد الفيلم، وقالت في مؤتمر صحفي إن "الفيلم مبكر جدا وحساس كثيرا" بالنسبة لنيوزيلندا، وأكدت أن المجتمع المسلم في بلادها، وليس هي "يجب أن يكون محور تركيز أي فيلم حول هجمات مسجدي كرايستشيرش".
 
وأضافت "هناك الكثير من القصص من الحادث التي يمكن روايتها، لكنني لا أعتبر قصتي واحدة منهم" وأوضحت أنه بالرغم من ذلك، ليس لها أن تقرر ما إذا كان يتعين المضي قدما في المشروع أم لا.
 
ومن جهتها، أعلنت المنتجة النيوزيلندية الشهيرة فيليبا كامبل استقالتها من إنتاج الفيلم، وقالت في بيان لوسائل الإعلام "لقد استمعت إلى المخاوف التي أثيرت خلال الأيام الأخيرة ووصلتني قوة آراء الناس، وأعلن اتفاقي أن أحداث 15 مارس/آذار لا تزال حساسة للغاية لصنع فيلم منها، ولا أرغب في المشاركة في مشروع يسبب مثل هذه الأزمة ".
 
يذكر أن كامبل هي منتجة فيلم الرعب الأكثر ربحا في نيوزيلندا على الإطلاق بعنوان "الخروف الأسود" (Black Sheep) بالإضافة إلى المسلسل التلفزيوني الشهير "أعلى البحيرة" (Top of the Lake) الذي رشح لـ 8 جوائز إيمي، وفاز بواحدة منها.
 
استنكار شديد
 
وصرح مخرج ومؤلف الفيلم النيوزيلندي أندرو نيكول، لموقع "هوليود ريبورتر" أن الفيلم "لا يتعلق بالهجوم، بقدر ما يتعلق بالرد على الهجوم من قبل أرديرن، وكيف تم التغلب على حادث كراهية غير مسبوق من خلال الحب والدعم".
 
ومع وصول أخبار الفيلم إلى نيوزيلندا، نقلت وسائل الإعلام المحلية ردود الأفعال العنيفة تجاه التركيز على قصة رئيسة الوزراء بدلا من الضحايا وعائلاتهم، وانتشر وسم (هاشتاغ) #TheyAreUsShutdown على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يدعو لوقف الفيلم، وتفاعل معه الناجون من الحادث والمسلمون والكتاب والنشطاء.
 
لم يكتف نقاد الفيلم من عرض آرائهم عبر وسائل التواصل فقط، بل قامت الجمعية الوطنية للشباب الإسلامي بتدشين عريضة عبر الإنترنت للمطالبة بوقف إنتاج الفيلم، قائلة إنه "يهمش الضحايا والناجين، ويركز فقط على استجابة امرأة بيضاء".
وقال أيمن جمال أحد منتجي الفيلم "لم تكن نية أي شخص يعمل في المشروع إحداث أزمة، لقد شعرنا بالصدمة من الألم والمخاوف التي سببها الإعلان عن الفيلم".

ونقل موقع هوليود ريبورترز عن صحيفة "ستاف" (Stuff) النيوزيلندية أن المجتمع المسلم في كرايستشيرش شعر "بالصدمة" من قصة الفيلم، وقالت آية العمري، التي توفي شقيقها حسين في الهجوم، إنها علمت بالفيلم عبر وسائل التواصل، وإنه لم تتم استشارتهم.
 
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة