الاهتمام بالعقل واجب شرعي والصحة النفسية لا تقل أهمية عن البدنية

السوسنة – اعتنى الإسلام بالصحة النفسية والعقلية عناية خاصة، بل وجعلها من الضروريات الخمس التي دعا للمحافظة عليها وهي: الدين والنفس والمال والنسل والعقل، كما أن نصوصه الشرعية دعت لعناية الفرد بعقله الذي يُعد ميزانًا له يستطيع من خلاله أن يحقق ذاته فينفع نفسه وينفع غيره.

وتعتبر الصحة النفسية أولوية إنسانية ينبغي أن توضع في أولوية كل فرد وكل مجتمع فنحن أحوج ما نكون إلى الحفاظ على الإنسان واستغلاله في الإنتاج والعمل والمشاركة المجتمعية وكل ذلك يقوم على العقل السليم الذي يفكر فيبدع ويعي ما يحيط به من مخاطر فكرية ومادية فيأخذ حذره، كما أن الحفاظ عليه يتفق مع دعوة القرآن بعدم الإلقاء بالنفس في طريق التهلكة.

وعلى الجميع أن يعي أهمية الحفاظ على صحتهم النفسية والعقلية والاعتناء بها كاهتمامهم بالصحة البدنية فهي لا تقل عنها أهمية، خاصة في ظل انتشار الكثير من الأمراض العقلية والنفسية نتيجة الأزمات المتلاحقة التي يعاني منها العالم ومنها أزمة كورونا والتي أنتجت حالة من الخوف والارتباك لدى الجميع، والعزلة التي اضطر الكثير من الناس إلى اللجوء إليها كإجراء احترازي لكنها انعكست عليهم سلبًا من الجانب النفسي.

ومن الأهمية بمكان أن يشارك كل فرد في المجتمع بتوعية غيره بأهمية العناية بصحته العقلية والنفسية، فضلًا عن المشاركة الإيجابية البنّاءة وعدم قصر مساعدة الناس على الصحة البدنية فقط، بل الاهتمام بشكل متوازٍ بالصحة النفسية خاصة لغير القادرين من الفقراء الذين يمرون بأزمات مجتمعية وبيئية قد تؤثر نفسيًا عليهم، ومنهم بعض اللاجئن والمغتربين ممن قد يعانون من أزمات نفسية نتيجة ترك بلادهم وأهليهم وما بها من صراعات مستمرة، فضلًا عن تأثرهم نفسيًا بالأزمات الأخيرة فهم أشد احتياجًا للمساعدة.





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة