صلاة الحاجة والأوقات المستحبة للدعاء

السوسنة - صلاة الحاجة، هي صلاة يتوسل بها الإنسان إلى الله تعالى لقضاء حوائجه وتفريج كروبه، وهى من النوافل، وقد اختلف الفقهاء في عدد ركعاتها فذهب الجمهور إلى أنها ركعتان، وذهب الحنفية إلى أنها أربع ركعات، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين».


صلاة الحاجة بأكثر من نية

كثيرا من أهل العلم ذهبوا إلى مشروعية صلاة الحاجة، فقد روى أحمد بسند صحيح عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلا أو مؤخرا)، وأخرج الترمذي عند عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من كانت له إلى الله حاجة، أو إلى أحد من بني آدم، فليتوضأ وليُحسن الوضوء، وليصلّ ركعتين، ثم ليُثن على الله، وليُصلِّ على النبي صلّى الله عليه وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك مُوجِبات رحمتك، وعزائمَ مغفرتك، والغنيمة من كل برّ، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًَّا إلا فرَّجته ، ولا حاجة هي لك رضًا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين»، ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز الدعاء في الصلاة بحاجات الدنيا المتنوعة بما يُحِبُّ المُصلي أن يدعوَ به ويحتاج إليه، كأن يدعو بالزواج أو الرزق أو النجاح وغير ذلك، ويصح للمصلي أن يصلي ركعتين، وينوي بهما راتبة الظهر - مثلًا - ويجمع معها نية سنة الوضوء، وتحية المسجد، وصلاة التوبة؛ لأن هذه الصلوات ليست مقصودة لذاتها، فالمقصود من سنة الوضوء أن يصلي بوضوئه ركعتين.

أدعية قضاء الحوائج المستجابة

لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، اللهمَّ إني أسالُك بأنَّ لك الحمدُ، لا إله إلَّا أنتَ وحدَك لا شريكَ لك، المنّانُ، يا بديعَ السماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حيُّ يا قيومُ، إني أسالكَ الجنة، وأعوذُ بك من النارِ.
اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ.

الأوقات المستحبة لدعاء قضاء الحاجة

بين الأذان والإقامة: قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة"
الدعاء في جوف الليل الآخر: في الليل ساعة لا يردّ الله فيها أي سائل، وهو الثلث الأخير في الليل، فقد قال الرسول -عليه والصلاة والسلام-: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له".

الدعاء في السجود: يقول -عليه الصلاة والسلام-: "أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم".


وقت جلوس الإمام يوم الجمعة على المنبر للخطبة: الدعاء في يوم الجمعة مستجاب حتى تنقضي الصلاة، وكذلك في آخر كل صلاة قبل التسليم.

آخر نهار الجمعة بعد العصر إلى غروب الشمس: قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنه في يوم الجمعة ساعة لا يسأل الله أحد فيها شيئا وهو قائم يصلي إلا أعطاه الله إياه وأشار إلى أنها ساعة قليلة، فقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يسأل الله فيها شيئًا وهو قائم يصلي قال العلماء: يعني ينتظر الصلاة، فإن المنتظر له حكم المصلي، لأن وقت العصر ليس وقت صلاة".