مفهوم الاعتزاز بالإسلام

السوسنة - يعرف العلماء الإعتزاز في الإسلام بأنه شعور الإنسان المسلم بالفخر لانتسابه لله تعالى ودينه وأنبيائه ورسله وملائكته، وإحساس المسلم بأن هذا الإعتزاز أهم عنده من عشيرته و عائلته و دنياه بأكملها.وأن يرتقي المسلم بنفسه عن مواضع المهانة، ويحافظ على دينه وعرضه وكرامته، ويمنع عن نفسه الذل والهوان، وبالتالي يرضي ضميره ونفسه، ويسير وفق ما يمليه عليه دينه.

الدكتور بلال إبداح الحاصل على درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية يزيد على مفهوم الإعتزاز بالإسلام بأنه شعور الإنسان أن انتماؤه لدينه الإسلامي أكبر من أي انتماء دنيوي آخر، وانتسابه إليه يزيد من تمسكه وحرصه للحفاظ على تعاليم دينه والإلتزام بها والإبتعاد عن نواهيه.


ويقول :" إن الإعتزاز بالإسلام لا يكون عند الشخص المسلم الذي أخذ دينه من أجداده وآبائه، بعيدًا بذلك عن مظاهر العزة التي يجب أن تتأصل في حياة المسلمين وتظهر على سلوكياتهم". 

مظاهر الاعتزاز بالاسلام 
و إن شعور الإنسان المسلم بهذه العزة يكمن في: 
الإقتراب أكثر من الدين.

وإخراج الحياة التعبدية من حدود النمطية والعادات إلى حدود الروحانية في أداء الشعائر المفروضة، حتى يصل الإنسان إلى لذة قيمتها وأثرها، وبالتالي الوصول إلى الشعور بالعزة في كل موقف. 

إن الحال الذي وصلت إليه ديار المسلمين من احتلال للأراضي المقدسة وتدنيس للمقدسات الإسلامية، وانتهاك للأعراض وذهاب للأرواح والأموال والأرزاق، ما هو إلا من الهوان الذي وصل إليه شباب اليوم باعتقادهم أن هذا قدرًا مقدورًا على هذه الأمة، وأن حال الهوان الذي تعيشه الأمة لن يرتقي ولن يصل إلى النهضة، وبالتالي عدم اعتزازهم بدينهم وعدم تمسكهم به.

ويقول ابداح أن الله عز عباده بدينهم الإسلام بقوله جل جلاله: " وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) الصافات .

ويضيف "لقد مر على هذه الأمة مراحل أعتى وأشد سجلها التاريخ الإسلامي وشهد على ذلك بيت المقدس الذي احتل أكثر من مرة وقتل الآلاف من الأبرياء فيه خصوصًا  في زمن الصليبيين، إلا أن الله تعالى نصر عباده بعد أن تمسكوا بدينهم،  وقدر لبيت المقدس التحرير أكثر من مرة، بعد أن أدرك المسلمين أن العزة لا تكون إلا بالله وأن النصر لا يمكن أن يخرج إلا من ميدان التوحيد والتمسك بقيم الإسلام وشريعته."


وأشار إبداح إلى أن كل انتصار حدث في ديار المسلمين كان نابعًا من اعتزازهم بدينهم وتمسكهم به، وعدم الارتضاء بالذل والهوان، وأن كل حضارة قدمها المسلمون للبشرية كان أساسها اعتزازهم بإسلاميتهم. وخص بالذكر سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، الذي قال: "نحن أمة أعزّها الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزّة بغيره أذلنا الله"، و أضاف : "عمر بن الخطاب  أنشأ دولة إسلامية قائمة على العدل والانتصارات والتحرير بعد أن عرف قيمة اعتزازه بالإسلام."


 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة