حكم ظن السوء بالآخرين

السوسنة - انتشر خلق  الظن بكثرة  بين الناس  وعلى مر العصور , ويتفاخر به البعض ويعتبره من الفطنة والذكاء, ونسوا قول الله " يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كبيرا من الظن ان بعض الظن اثم " صدق الله العظيم .


وعند التركيز في قوله تعالى ان بعض الظن اثم " أي أن ليس كل ظن اثم , وأن الظن موجود لا محالة , لكن أتى النهي من الله عز وجل عن سوء الظن بالأخرين , وفي حديث ابن عمر   رضي الله عنهما: قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه وأن يظن به إلا خيرا.رواه ابن ماجه.  


وفي النهي عن ظن المسلم باخيه شرا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه :  لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا، وأنت تجد لها في الخير محملا.  

الظن في تعريف ابن العربي أن حقيقة الظن تجويز امرين في النفس, لأحدهما ترجيح على الآخر , وعرفه زكريا الأنصاري على أنه الطرف الراجح من التردد بين أمرين .

وورد لفظ الظن في القرآن الكريم في 58 موضع , وفسر العلماء لفظ الظن على معان مختلفة في كل آية .  

و للظن نوعين هما : الظن المحمود , والظن المذموم , فالظن المحمود هو ما سلم فيه دين الظان والمظنون به عند بلوغه .( القرطبي)
ويأتي الظن المحمود على صور عدة أهمها:

حسن الظن بالله :وهو أن يظن المسلم بأن الله يرحمه ويعفو عنه بحسب صحيح مسلم ,  وهذا واجب على المسلم البالغ العاقل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يموتن أحدكم الا وهو يحسن الظن بالله عز وجل " , وهو أنس للعبد في حياته ومنجيه في مماته .

حسن الظن بين الرئيس والمرؤوس : فبدونه لا تستقيم الحياة , وقد أكثر الولاة في زمن الصحابة من نصح الناس بحسن الظن ببعضهم البعض وترك البغضاء والكراهية .
حسن الظن بين الأهل والأصدقاء , وبين الزوجين .

ومن موانع اكتساب حسن الظن هو العيش في مجتمع يغلب عليه الحقد والكراهية والأنانية والشك بين أفراده .

تربية الأطفال على سوء الظن والتهمة للجميع , والجهل بأحكام ديننا الاسلامي والابتعاد عن تعاليمه التي تدعو الى حسن الظن.

ولاكتساب حسن الظن يجب الدعاء لله عز وجل والابتهال اليه , حتى يمن بقلب سليم معافى من الحقد والغل , والاقتداء بالرسول الأكرم وصحابته رضوان الله عليهم في حسن الظن وجميع الصفات الحميدة .


تربية الأطفال على الصفات الحميدة أهمها حسن الظن بالأخرين منذ الصغر , وأن ينزل المرء نفسه منزلة غيره , ويستشعر ما يمكن أن يحدث لو كان مكان أخيه المسلم , ويتلمس الأعذار له , والاكتفاء بظاهر الشخص والحكم عليه من خلال ما يرى منه وليس مما يسمع عنه .

والظن المذموم هو عكس المحمود , وهو أيضا ما تخيل المرء وقوعه من غير مستند أو دليل يقيني على مرء أخر , وقد يكون في القلب او اللسان من غير مسوغ شرعي . للهيتمي .

و يمكن القول بأنه اعتقاد جانب الشر وتغليبه على الخير , حيث يكون الموضوع يحتمل الجانبين الخير والشر دون رجوح واحد على الأخر .

وهذا سوء الظن الذي نهى الله عز وجل ورسوله عنه في الكتاب والسنة , وهناك بعض العلماء أجازوا سوء الظن في حالات معينة كأن يسيء المرء الظن في شخص بينهما عداوة في الدين أو الدنيا ليأمن مكره .

ويأتي سوء الظن بصور عدة وجميعها من الكبائر : 
سوء الظن بالله جل جلاله وهو أن يظن العبد بربه ظنا لا يليق بمقامه تعالى , كأن يعتقد بانه جل وتعالى لن يغفر له وسيعذبه ولن يرحمه الرحمن الرحيم , وعلى ذلك قس , أي أن كل ظن لا يدخل في صفات الله جل جلاله يعتبر من سوء الظن بالله .

سوء الظن بالأخرين من المسلمين والمقربين , ويلصق بالمسلم ما لا علاقة له به , ويدخل في باب الافتراء والتبلي على المسلمين ويعد من الكبائر لما تولده من كراية وبغضاء .

وهذا ما نهي عنه والحل للتخلص منه أن يتبع الناس حسن الظن ويجعلوها صفة ملتصقة بهم. 

 

 





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة