العنصرية شائعة في أنظمة العدالة الأوروبية

السوسنة  -  أظهرت الشبكة الأوروبية لمكافحة العنصرية، أن أنظمة العدالة في الاتحاد الأوروبي تتصرف بعنصرية أثناء عمليات معاقبة ومحاكمة جرائم الكراهية، فيما جاء المسلمون من بين الفئات الأكثر تضررا وتعرضا لجرائم الكراهية في أوروبا.

 
وجاء ذلك في تقرير نشرته الشبكة الأوروبية، الجمعة، بعنوان “ثغرة العدالة: العنصرية شائعة في أنظمة العدالة الأوروبية”، ويستند على دراسات في 24 دولة أوروبية.
 
ووجد التقرير أن الجرائم العنصرية في الدول الأوروبية تتصدرها عناصر الشرطة، والسلطات القضائية أثناء التحقيق والمقاضاة.
 
وأضاف أن الجرائم العنصرية شهدت زيادة خلال الأعوام 2014-2018، وخصوصا الهجمات المعادية للمسلمين في فرنسا وبريطانيا. وأشار التقرير إلى أن الهجمات الإرهابية في فرنسا عام 2015، أدت إلى ارتفاع الهجمات العنصرية ضد المسلمين.
 
وأضاف أنه تم تسجيل 133 حالة في عام 2014، بينما ارتفع العدد إلى 429 في 2015. كما أوضح التقرير أن جرائم الكراهية ارتفعت في بريطانيا بنسبة 40 بالمئة خلال الأعوام 2016-2018.
 
وحذرت مؤسسات حكومية بريطانية من تنامي خطر الإرهاب اليميني المتطرف، حيث تصاعدت جرائم الكراهية ضد المواطنين المسلمين الذين عادة مع تقرن العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد بهم، في خطوة يرى فيها مراقبون تقويضا للسلم المجتمعي في بلد متعدد الثقافات والديانات.
 
وأظهرت بيانات جديدة صادرة عن مكتب العمدة لأعمال الشرطة ومكافحة الجريمة في لندن، زيادة في معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين بنسبة 40 بالمئة العام الماضي، فيما أكد كبير ضباط مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة أن بريطانيا تواجه تهديدا جديدا وكبيرا من الإرهاب اليميني المتطرف المنظم. وقال مارك رولي مساعد قائد شرطة لندن “التهديد الإرهابي اليميني أكثر أهمية وتحديا مما قد يظنه الرأي العام”.
 
وبريطانيا هدف رئيسي للمسلحين الإسلاميين المحليين والأجانب منذ هجمات عام 2001 على الولايات المتحدة، لكن رولي قال إنه حتى العامين الماضيين، اقتصر النشاط اليميني المتطرف على الاحتجاجات غير المرغوب فيها وجرائم الكراهية، مع حوادث خطيرة تقتصر على تحركات أفراد معزولين.
 
وكشفت الإحصاءات أنه تم تسجيل ألف و678 جريمة من هذا النوع في لندن خلال عام، حتى يناير 2018، مقابل ألف و205 جرائم في العام الذي سبقه.
 
وأكدت الشرطة البريطانية “سكوتلاند يارد” أن معدل جرائم الكراهية ضد المسلمين في لندن قد يفوق الأرقام التي صدرت عن مكتب العمدة، كونه لم يتمكن من توثيق جميع الحوادث المتفاقمة في المدينة.
 
وقال رئيس بلدية لندن صديق خان، إن الجرائم التي تستهدف مسلمين في العاصمة البريطانية ازدادت بشكل كبير عقب هجومي “مانشستر”، و”لندن” الإرهابيين اللذين وقعا في مايو ويوليو الماضيين.
 
وجدد خان دعوته لسكان لندن إلى “الوحدة وإرسال رسالة واضحة إلى العالم، بأن مدينتنا لن تكون يوما منقسمة بسبب هؤلاء القبيحين الذين يسعون إلى إيذائنا وتدمير أسلوب حياتنا”.
 
وفي العام الماضي، استهدف تفجير إرهابي قاعة حفلات في مدينة مانشستر أودى بحياة 22 شخصا، بينهم أطفال، وتبناه تنظيم داعش المتطرف، فيما شهدت لندن هجوما مزدوجا أسفر عن سقوط 7 قتلى، ونحو 50 مصابا، بعد أن تمكنت الشرطة من قتل منفذي الهجوم الثلاثة.
 
وبحسب بيانات بلدية لندن، فإن المعدل اليومي لحوادث الإسلاموفوبيا بالعاصمة، ارتفع من 3 حوادث إلى 20 حادثة عقب هجوم جسر لندن، فيما أكد كبير ضباط مكافحة الإرهاب أن بريطانيا تواجه تهديدا جديدا وكبيرا من الإرهاب اليميني المتطرف، مشيرا إلى أن الشرطة أحبطت أربع مؤامرات من تدبير متطرفين يمينيين العام الماضي.
 
وفي العام الماضي، وقعت خمس هجمات بالمتفجرات في بريطانيا، من بينها هجمة قام بها رجل قاد سيارة فان ودهس مصلين كانوا يغادرون مسجدا في لندن بعد أن انتابته مشاعر كراهية المسلمين بسبب قراءة مواد يمينية متطرفة على الإنترنت.
 
وفي العام الذي سبقه قتل مسلح نازي المشرعة جو كوكس في هجوم في الشارع قبل أسبوع من إجراء الاستفتاء على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ومنذ ذلك الحين، حظرت بريطانيا مجموعة العمل الوطني ومجموعتين منشقتين عنها، لتصبح أول منظمات يمينية متطرفة يحظر نشاطها منذ الأربعينات.