فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا ۚ - أبو الهيثم محمد درويش

السبيل إلى الخروج من جميع المتاهات وسائر الظلمات هو الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكتابه المبين الذي لا يأتيه الباطل, تنزيل من حكيم كامل الحكمة , عليم كامل العلم , عليم بعباده وأحوالهم وما يصلحهم .
 
دلهم على كل صلاح وحذرهم وأبعدهم عن كل فساد , فمن سار على طريقه نجا ومن ضل عنه هلك , ثم هو خبير عليم بأفعال الجميع وسيجازي كل عامل بما قدمت يداه.
 
قال تعالى :
 
{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)} [التغابن]
 
قال السعدي في تفسيره:
 
لما ذكر تعالى إنكار من أنكر البعث، وأن ذلك منهم موجب كفرهم بالله وآياته، أمر بما يعصم من الهلكة والشقاء، وهو الإيمان بالله ورسوله وكتابه وسماه الله نورًا، فإن النور ضد الظلمة، وما في الكتاب الذي أنزله الله من الأحكام والشرائع والأخبار، أنوار يهتدى بها في ظلمات الجهل المدلهمة، ويمشى بها في حندس الليل البهيم، وما سوى الاهتداء بكتاب الله، فهي علوم ضررها أكثر من نفعها، وشرها أكثر من خيرها، بل لا خير فيها ولا نفع، إلا ما وافق ما جاءت به الرسل، والإيمان بالله ورسوله وكتابه، يقتضي الجزم التام، واليقين الصادق بها، والعمل بمقتضى ذلك التصديق، من امتثال الأوامر، واجتناب المناهي { {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } } فيجازيكم بأعمالكم الصالحة والسيئة.
 
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة